الخامس الالتفات من الخطاب إلى التكلم، و
لم يقع له مثال في الكتاب العزيز، و لم أجد له مثالا أيضا في كلام الامام 7، و مثاله في النّظم قول أبي فراس بن حمدان:
وقوفك بالدّيار عليك عار
و قد ردّ الشّباب المستعار
أبعد الأربعين محرّمات
تماد في الصّبابة و اغترار
نزعت عن الصّبا إلّا بقايا
يحقّرها على الشّيب الوقار
و طال الليل بي و لربّ دهر
نعمت به لياليه قصار
السّادس
الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، مثل قوله تعالى:
حَتَّى
إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ مكان بكم، و قد شذّ
عني مثال هذا القسم أيضا من كلام أمير المؤمنين 7:
و عسى أن
يظهر لنا بعد الغموض، و يصل الينا بعد الشذوذ و مثاله من النّظم قول السّيد الرّضي
(ره) يخاطب الخلفاء العباسية:
ردّوا تراث محمّد 6 ردّوا
ليس القضيب لكم و لا البرد
هل اعرقت فيكم كفاطمة
أم هل لكم كمحمد جدّ
جل افتخارهم بانّهم
عند الخصام مصاقع لدّ
إنّ الخلائف و الاولى فخروا
بهم علينا قبل أو بعد
شرفوا بنا و لجدّنا خلقوا
فهم صنائعنا إذا عدوّا
أقول: و قد
وجدت للالتفات قسما سابعا و ثامنا، و هو العدول من المتكلم وحده إلى المتكلم مع
غيره، و عكسه، و قد اجتمعا في قوله 7 فى المخ لز (37):
لم يكن لأحد
فيّ مهمز، و لا لقائل فيّ مغمز، ألذّليل عندي عزيز حتّى آخذ الحقّ له، و القويّ
عندي ضعيف حتّى آخذ الحقّ منه،