responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر    جلد : 1  صفحه : 246

قضيناها بالعمل الدؤوب من التطبيب ثم رحلنا. و بعد أن عبرنا من تحت عارضة جسر يمر من فوقه طريق الآليات من البصرة إلى العمارة و بغداد، وصلنا إلى نهر دجلة تحت مدينة العزير. ثم جذفنا بعكس المجرى و عبرنا مزار عزرا ذي القبة الخضراء و آجرها الأزرق.

يقع المزار بين أشجار النخيل الباسقة و في جوانبه غرف متداعية لنوم الزوار.

و العزير نفسها مدينة قذرة، يتوقف فيها سائقو اللوريات و الحافلات للاستراحة. و هناك محرقة للطابوق، تبعد بضعة أميال خلف القرية و هي قائمة في هذا المكان كأنها مذابح القرابين في الكنائس.

و إن مثل هذه المحارق هي التي كان البابليون يحرقون فيها الطابوق ليبنوا دورهم منها. أما الآن فإن الطابوق المستخرج من هذه المحرقة يستخدم لبناء الدور ذات الطابق الواحد في ضواحي البصرة.

قطع ياسين عليّ تفكيري و تأملاتي حينما قال لي: «يقولون بأن الكوسج مسك رجل في النهر بهل أيام وكص رجله». و أنا أعرف أن الكوسج يهاجم الناس أحيانا حينما يستحمون في شط العرب في البصرة.

أما العزير فهي بعيدة إذ تبعد عن البحر مقدار (150) ميلا و عن شط العرب (80) ميلا. و عندما أظهرت تعجبي، أكّد رفاقي الصبيان بأن العزير هي أسوأ مكان للكوسج. و في المرة الثانية، عندما كنت في العزير، أخبرني أحد القرويين بأنه في أيام زمان صادف والده سمكة ضخمة سدّت النهر، في مكان فيه مياه ضحلة و لم يتمكنوا من التخلص منها، إلا بعد تقطيعها في مكانها، و لما جذفنا في امتداد النهر، سألت عما إذا كان يوجد الكوسج في الأهوار. أجاب حسن بأنهم كانوا يصيدون الصغار منها بالرمح قبل بضع سنوات. قاطعه عمارة قائلا لي: «هل سمعت بأن ضبع قتل شخص بغيابك؟. كان نائم في العراء خلف المجر و نهش وجهه. و جدوه ميت و تعرف عليه من ثيابه».

نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست