نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر جلد : 1 صفحه : 171
12- بين عشيرة الفرطوس
بعد أن غادرت قرية عبد، مكثت في بيت صغير في قرية كباشة.
و كنت أعالج عددا كبيرا من المرضى إلى درجة غاصت فيه أرضية الغرفة في الماء حتى بلغ ارتفاعه إلى مستوى كعب القدم. و أكّد لي مضيّفي بأن هذا ليس بالأمر المهم و لكنني مع ذلك انتقلت إلى مكان آخر فارتاح لعملي هذا.
و في قرية أخرى، اسمها مبرد، فيها من (40 إلى 50) بيتا، مشيّدة على امتداد الساقية فوق عدة طبقات من الأرضية الخاصة. و تتخلل البيوت طرق مائية ضحلة، تجمع أيضا جمع كبير من الناس و بدأت أعالجهم حتى حلّ الظلام. و كان مختار القرية يلازمني طوال عملي هذا.
و المختار رجل عجوز، اسمه محسن، له أولاد، طلبت منهم إبداء المساعدة، لكنهم فضلوا اللعب على الاستجابة لطلبي. و مع ذلك كانوا يضايقونني من كثرة طلباتهم للأدوية التي لا يحتاجون إليها.
كان الأولاد صغارا، يشبهون أباهم تماما. لهم أنف طويل كأنف أبيهم، و عيون ضيقة و صوتهم أشبه بالعواء. و أخيرا لنت لهم من كثرة الإلحاح في طلب الدواء، فأعطيت أحدهم حبتي كنين حتى يمضغهما.
فسمعته بعدئذ يحاول التقيؤ خلف الباب. تضايقت كثيرا من طول انتظاري لتناول عشائي. و لما جاؤا به وجدته عبارة عن صحن فيه كومة من الأرز
نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر جلد : 1 صفحه : 171