الحيطة، لخاطرت فتتحطم بصخر البحر التحتاني في دخولها الميناء، أمّا الرصيف فلا يستعمل للاتصال بالمنار فقط بل لمنع أمواج البحر من أن تصل إلى المدينة.
إنّ النهر الّذي يمر بدبلن يسمّى «لايف في» و عرضه كعرض نهر «كومبتي» في لكنو ببلاد الهند، و كلاءات [1] فخمة تقوم على ضفتيه، و عشر قناطر جميلة تصل بين قسمي المدينة، و لهذه القناطر درابزينات من الحديد معلق عليها مصابيح، فإذا أوقدت مساء حسبت أنّي أرى إنارة من إنارات أشراف هندستان [2]، في احتفال زواجهم أو بعض أعيادهم. و في البلاد قنيّ كثيرة تستعمل لنقل الفحم و السلع من قطر من المملكة إلى آخر، و بعضها [3] يمتد من دبلن إلى «ليمريك» و يستطيع الإنسان أن يسافر فيها في سفن مغطاة من نوع سفننا المسمّاة «بودكرو» [4] و في سفن أكبر منها حجما تتسع لعدد كبير من النّاس، و الخيل الّتي تسحب هذه المراكب تسير في الطرق المشجرة الّتي على حافي النهر، و تحفظ في القنى دائما كمية من الماء كافية، و ذلك باستعمال السدود، و رأينا حول دبلن أيضا عدّة دور صناعة لصنع السفن تحتاج إلى عناية خاصة.
كلية دبلن
و أشهر جميع المباني الشعبية في دبلن بناية الكلية، و الدخول فيها من ازج [5] جميل يؤدّي إلى عمارة عالية ذات خمس طبقات و فيها يسكن الطلاب الداخليون، و منذ سنوات خلون زاد عددهم فبلغ ألفا و مائتين، و بهو خزانة الكتب جدّ أنيق، طوله مائة مخصرة و عرضه عشرون، و في الخزانة أكثر من أربعين ألف مجلد، مكتوبة بلغات مختلفة، و قد سررت بأن رأيت فيها عدّة كتب فارسية، منها نسختان خطيتان جميلتان من كتاب «شاهنامه»
[1] الكلآء على وزن عطار رصيف السفن على النهر أو البحر. (م).