يسيرون طوال السنة مكشوفي الأذرع و السّوق و هذا الّذي يجعل هذه الأعضاء من أبدانهم حمرا كقدمي امرأة هندية حين تخضبها بأوراق الحناء.
يقال إنّ أكثر الإيرلنديين لا يعيشون إلّا على البطاطس و المعزى و الخنازير و الكلاب، و الرّجال و النّساء و الأولاد ينامون جميعا في اختلاط في الضياع و مع أنّ الفلاحين فقراء رأينا الريف مزروعا زراعة حسنة و يغل كثيرا من الحنطة و الشعير و الجلبان و السلجم «اللفت» و خصوصا البطاطس. و أرز البنغال غالي السعر جدا في إيرلندا، و يعدّ لي منه دائما في كل غداء صحن بعد إغلائه بالماء، على حين أنّ مضيفي و أضيافه الآخرين يجتزئون بالخبز و الخضراوات. و بالشتاء و فيه تكون الأرض مغطاة بالثلج يعلفون الخيل و البقر حشيشا و حبا، و يغذون الضأن بالسلجم.
و في هذه البلاد نوع من الأرض يعرف بالتورب [1] قليل الصلاحية للحراثة و لكنّهم يتخذون منه فحما جيدا، و منها نوع آخر أعلى من ذلك، يسميه الإنكليز «كول [2]» و هو نوع من الحجارة السود، يستخرج من معادن، و عند الإيقاد يخرج حرارة شديدة، و التورب مع ذلك يفضل على السرقين البقري الّذي يوقده فقراء الهنود.
وصف دبلن سنة 1799 م
عند وصولي إلى دبلن استأجرت مثوى في شارع «إنكليش استريت» في دار سيّدة أرملة اسمها «بال [3]»، و في إيرلندا لا يستأجر المثوى استئجارا شهريا بل يستأجر أسبوعيا، و كانت أجرة مثواي ثلاثة جنيهات في الأسبوع، و الأشخاص الّذين أردت زيارتهم جاؤوني ثمّ أرسلوا إليّ بدعوة للتغدي في يوم ما، و في الغالب كانوا يحملون بطاقة الدعوة بأنفسهم، فإن كنت غائبا تركوا لي أسماءهم مكتوبة على بطاقة مع الدعوة.
و الضابط «ريشاردسن» سافر إلى لندن بعيد ما زار اللورد النائب [4]،