responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 57

هذا الوادي ميلان على عشرين‌ [1]، و يبلغ عرضه مائة مخصرة و قد أسس الإنكليز المدينة بعد أن تمكنوا في بلاد الهند بنحو من أربعين سنة، و فيها عدّة مبان مبنية بالحجارة و لكن السطوح من قش الزرع أو الآجر، و فيها عدّة دكاكين كثيرة البياعات، يباع فيها بالتفاريق كل نوع من تجارات الهند و أوروبا، و فيها حانة و مقهاة [2] و في أعرض موضع من الوادي ميدان واسع اعتاد الجيش أن يعرض فيه، و عدّة مضارب مدفعية هائلة تحمي الساحل و في أعالي التلال قلاع للدفاع، منها يستطيع المدافعون بسهولة أن يغرقوا السفن المعادية الّتي تجترئ فتلقي أناجرها في الخليج، و يرى الإنسان في الأرض المتقدمة قليلا برجا عظيما مبنيا كله من الحجارة المهندمة ثخن جدرانه خمس عشرة قدما، إنّ المهندس الّذي هذه هندسته يدّعي بأنّه لا يمكن أن يستولي عليه، و يدوم دوام الصخر الّذي يبني عليه.

إنّ السفن لا تستطيع أن ترسو إلّا بإزاء المدينة فالماء في ذلك جدّ عميق حتّى لتستطيع أن تقترب فيكون بينها و بين الساحل مائة مخصرة، و لما تمكن الإنكليز أوّل مرّة في هذه الجزيرة كانت كثيرة المعزى الوحشية أي الأروي‌ [3]، و لكن هذه الحيوانات في قفزها من صخور إلى صخور كانت تزحزح غالبا حجارة كبيرة تسبّب أضرارا بسقوطها على الدور المبنية في المهواة، فوضعوا لرؤوسها أثمانا، فمن جاء بجثة معزاة منها أعطي مبلغا من المال، و هكذا أبيد هذا النوع من المعزى.

إنّ سكان الجزيرة شديد و السمرة، فهم في الحقيقة خلاسيون من الأوروبيين و الهنود و الزنوج، و لا يزال كثير من الزنوج بين عبيد الجزيرة. و قد رجا منّي حاكم الجزيرة «بروك» أن أسكن في داره مدة إقامتي فيها، و أعدّ لي فرسا و كلّف ابنه استصحابي في جميع تنزهاتي خارج المدينة و قد زرت بساتين الحاكم و بساتين نائبه و جميع المواضع الّتي تستحق أن ترى، و في وقت استئنافنا الإبحار بعث إليّ بهدية هي كمية من الفواكه و الخضراوات.


[1] هكذا ورد في الترجمة.

[2] المقهاة موضع شرب القهوة و الجمع مقاه و مقهيات.

[3] الأروي جمع الأروية و هي العنز الوحشية.

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست