نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 194
الشرقية دعوة من «نابليون بونابارت» لي لحضور الاحتفال بترقيته، و لسوء الحظ كنت مختل المزاج وقت وصول الدعوة ثمّ استحال عليّ قضاء ما يجب عليّ لهذين الرجلين العظيمين بعد فوات الوقت و انصرامه.
أبو طالب في ليون
و لإرادتي مواصلة الارتحال لم أقم في باريس طويلا، و باليوم الأوّل من شهر [1] ربيع الأوّل (سنة 1217 ه) الموافق لأوّل تموز (سنة 1802 م) سافرت مع البريد قاصدا إلى ليون و لم تكن أجرة العربة إلّا ثلاثة لويسات [2] ذهبا، و عللت نفسي بأنّي مسافر أسرع من سفري في نوع العربات المسمّاة «السرعة» الّتي حملتني من كاليه إلى باريس و أكثر سهولة، و لكنّني سرعان ما صرت دهشا حينما دخلت في العربة فألقيت فيها رجلين فرنسيين و امرأة فرنسية و امرأة إيطالية، و سائحا غير هؤلاء، و قد ملؤوا العربة، فتحركت بنا العربة عند شروق الشّمس و لم نقف إلّا بالساعة التاسعة مساء لننام، و لم يكن في رفقائي في هذه السفرة من يفهم كلمة إنكليزية واحدة، و كان أشدّ ذوي أثرة و أنانية رأيتهم فيما مضى من حياتي، فقد كانوا يستحوذون على أحسن المقاعد، و لقد رجوت منهم أن أبادلهم بمقعدي بحسب العادة الإنكليزية فأبوا و ضحكوا من تألمي و نصبي، و لما عرّسنا [3] مساء تبادروا إلى السرر فاختاروا أحاسنها، و لما رآني الفندقي لا أعرف الفرنسية لأذود عن نفسي جعلني في غرفة مظلمة و سخة، غير أنّ المرأة الإيطالية المسافرة معنا أشفقت عليّ باليوم الثالث فأعلمتني بالإشارة أنّه يجب أن أتهددهم بأن أنام في العربة إن لم يهيئوا لي سريرا صالحا، و أن لا أدفع أجرة سكني، فاتبعت نصيحتها، و اعتدلت حالي بها، و قد سلخنا خمسة أيّام في قطع المسافة الّتي مقدارها مائتان و عشرون ميلا، و هذه الإزعاجات الّتي ذكرتها آنفا أقلّت المسرة الّتي كنت آملها بسياحتي في هذه البلاد الجميلة.
و ليون من أجمل مدن فرنسا و نهر الصون العريض الّذي تكتنفه
[1] تقدّم ذكره تركه للندن في صفر سنة 1217 ه الموافق لحزيران سنة 1802 م. (م).
[2] اللويس الذهب يساوي عشرين فرنكا فرنسيا بالسعر القديم. (المترجم).
[3] أي نزلنا من مراكبنا لنستريح في السفر. (المترجم).
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 194