نام کتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق الغناء نویسنده : ملا حبيب الله الكاشاني جلد : 1 صفحه : 137
كثيرا من الأحيان ينهون عن ذلك كما ينهون عن سائر المنكرات.
و قد قال بعض المدقّقين: و من أوضح تسويلات الشيطان أنّ الرجل المتستر قد تدعوه نفسه لأجل التفرّج و التنزّه و التلذّذ إلى ما يوجب نشاطه و دفع الكسالة عنه من الزمزمة الملهية، فيجعل ذلك في بيت من الشعر المنظوم في الحكم و المراثي و نحوها، فيتغنّى به، أو يحضر عند من يفعل ذلك، و ربّما يعدّ مجلسا لأجل إحضار أصحاب الألحان، و يسميه مجلس المرثية، فيحصل له بذلك ما لا يحصل من ضرب الأوتار من النشاط و الانبساط، و ربما يبكي في خلال ذلك لأجل الغموم المركوزة في قلبه الغائبة عن خاطره من فقد ما يستحضره القوى الشهوية، و يتخيّل أنّه يبكي في المرثية و فاز بالمرتبة العالية، و قد أشرف على النزول إلى دركات الهاوية، فلا ملجأ إلّا إلى اللّه من شرّ الشيطان و النفس الغاوية [1] انتهى.
فدعوى جريان السيرة من المسلمين على التغنّي في المراثي، بحيث تكشف عن إباحته، محلّ مناقشة واضحة.
الثاني: ما دلّ على جواز النياحة و إباحة كسب النائحة.
مثل ما يأتي من الأخبار في الخاتمة.
وجه الدلالة: أنّ التغنّي من لوازم النياحة، و أثره لا ينحصر في السرور و الفرح، كما عرفته.
الثالث: أنّ الغناء إنّما يحرم للطرب، و ليس في المراثي طرب، فإنّها موضوعة للحزن، و بعبارة أخرى: الطرب معتبر في مفهوم الغناء، فلا يكون ما يقصد به الحزن غناء.
و فيه: ما لا يخفى، إذ قد عرفت أنّ الطرب المأخوذ في مفهوم الغناء أعمّ من الفرح و الحزن.
و القول بأنّ الغناء أثره منحصر في الأوّل يكذّبه الوجدان، ضرورة أنّه ربّما يهيج الحزن و البكاء.