لأنه بحث في عنصر غير مشترك، و إنما يدخل بحثه الكبروي في هذا العلم، لكونه بحثا في عنصر مشترك، كالبحث عن حجيّة القياس (1)، و هكذا يتضح أن البحث الصغروي لا يكون أصوليا إلّا في القسم الأول، و إن البحث الكبروي أصولي في كلا القسمين.
غير أن الإدراك العقلي إذا كان قطعيا فلا موجب للبحث عن حجيّته للفراغ عن حجيّته بعد الفراغ عن حجيّة القطع، و إنما نحتاج إلى البحث عن حجيّته إذا لم يكن قطعيا كالقياس مثلا.
و سوف نصنّف البحث في القضايا العقلية إلى بحثين:
أحدهما: صغروي في إثبات القضايا العقلية التي تشكّل عناصر مشتركة.
و الآخر: كبروي في حجيّة الإدراك العقلي غير القطعي.
(1) فتكون الصغرى مثلا البنج مخدّر كالخمر، و الخمر حرام، و الكبرى هي:
أن الشيء يأخذ حكم مماثله (و هو مفاد القياس)، و النتيجة: البنج حرام.
فحجيّة القياس أخذت كبرى في عملية الاستنباط هذه، فهي إذن قضية أصولية يلزم أن نبحث فيها. مثال ثان: الكذب قبيح، و كل قبيح حرام بحكم العقل، و حكم العقل حجّة، هنا كبرى «حكم العقل حجّة» مسألة اصولية.