مسئولا عقلا عن ذلك، بسبب كونه ملزما بامتثال الأمر الشرعي الذي لا يتم بدون إيجادها.
و المسئولية تجاه قيود الواجب سواء (1) كانت شرعية أو عقلية إنما تبدأ بعد أن يوجد الوجوب المجعول و يصبح فعليا بفعلية كل القيود المأخوذة فيه، فالمسئولية تجاه الطهارة و الوضوء مثلا تبدأ من قبل وجوب صلاة الظهر بعد أن يصبح هذا الوجوب فعليا بتحقق شرطه و هو الزوال، و أما قبل الزوال فلا مسئولية تجاه قيود الواجب، إذ لا وجوب لكي يكون الإنسان ملزما عقلا بامتثاله و توفير كل ما له دخل في ذلك.
تهيئة واسطة النقل و تأشيرة دخول إلى الحجاز فهي اذن مقدمات واجب، و لكن بما ان تهيئة واسطة النقل و تأشيرة الدخول الى الحجاز ليست باختيارك فانها تكون مقدمات وجوب ايضا، بمعنى انك إذا اعطوك تأشيرة الدخول وجب عليك الذهاب و إلّا فلا. فهي مقدمة واجب أي يجب عليك محاولة تهيئتهما و مقدمة وجوب لانها ليست اختيارية، فلعله لم يبق واسطات نقل الى الحج.
(1) يصحّ أن تقول سواء بالرفع بناء على أنها خبر مقدّم بتقدير سواء الأمر، و سواء بالفتح بناء على أنها حال، لأنه يمكن أن تقول مكانها «على أيّ حال»، تقول «أكرم زيدا قائما» ف «قائما» حال لأنه يمكن أن تقول بدل «قائما» على أي حال كان.