و قد استدل على الاستصحاب تارة بأنه مفيد للظن بالبقاء، و أخرى بجريان السيرة العقلائية عليه، و ثالثة بالروايات.
أما الأول: فهو ممنوع صغرى و كبرى، أما صغرويا فلأن إفادة الحالة السابقة- بمجردها- للظن بالبقاء ممنوعة، و إنما قد تفيد [الظن] لخصوصية في الحالة السابقة من حيث كونها مقتضية للبقاء و الاستمرار (1).
و قد يستشهد لإفادة الحالة السابقة للظن بنحو كلّي بجريان السيرة العقلائية على العمل بالاستصحاب، و العقلاء لا يعملون إلّا بالطرق الظنية و الكاشفة.
و يرد على هذا الاستشهاد، أن السيرة العقلائية- على افتراض وجودها- الأقرب في تفسيرها أنها قائمة بنكتة الألفة و العادة، لا بنكتة الكشف [و الظن بالبقاء]، و لهذا يقال بوجودها حتى في الحيوانات التي تتأثر بالإلفة.
و أما كبرويا فلعدم قيام دليل على حجيّة مثل هذا الظن.
(1) كبقاء حياة زيد السالم من الامراض، فاننا نظن ببقائه حيا الى ما بعد اسبوع مثلا.