هذه الدرجة الأعلى من قبح العقاب و المعذرية، و ما هو ثابت بمجرد الشك الدرجة الأدنى، فليس هناك تحصيل للحاصل.
الاعتراضات على أدلّة البراءة:
و يوجد هناك اعتراضان رئيسيان على أدلّة البراءة المتقدمة:
أحدهما (1): أن هذه الأدلّة إنما تشمل حالة الشك البدوي و لا تشمل حالة الشك المقترن بعلم إجمالي، كما تقدم في الحلقة السابقة، و الفقيه حينما يلحظ الشبهات الحكمية ككل يوجد لديه علم إجمالي بوجود عدد كبير من التكاليف [الإلزامية] المنتشرة في تلك الشبهات، فلا يمكنه إجراء أصل البراءة في أي شبهة من تلك الشبهات.
- الحكم أو بعدم فعليته، فأجابهم المحقق النائيني بعدم الحاجة إلى الاستصحاب بعد كفاية البراءة العقلية فردّ عليه سيدنا الشهيد ;: بأننا لا نؤمن بالبراءة العقلية هذا أولا، و ثانيا إنّ دعم البراءة العقلية بالبراءة الشرعية الثابتة بالاستصحاب أمر مهم و يؤكّد البراءة.
(1) بيان الاعتراض الأول و جوابه باختصار: قالوا كيف تجرون البراءة الشرعية في جميع التكاليف المحتملة و أنتم تعلمون- علما إجماليا- بأن بعضها صحيح واقعا؟
و الجواب: إنّ الفقيه بعد استنباطاته يعرف الكثير من التكاليف الإلزامية فينحلّ «علمه الإجمالي بوجود تكاليف إلزامية» فيجري البراءة الشرعية في الزائد المشكوك.