الغاية صدور النهي من الشارع و وقوعه على المادة، سواء وصل إلى المكلف أو لا، فلا يتم الاستدلال.
و منها: حديث الرفع و هو الحديث المروي عن النبي 6، و مفاده: «رفع عن أمتي تسعة: الخطأ، و النسيان، و ما أكرهوا عليه، و ما لا يعلمون، و ما لا يطيقون، و ما اضطروا إليه، و الحسد، و الطيرة، و التفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة (1)».
و تقريب الاستدلال بفقرة (رفع ما لا يعلمون) يتم على مرحلتين:
الأولى: ان هذا الرفع يوجد فيه بدوا احتمالان:
أحدهما: أن يكون رفعا واقعيا للتكليف المشكوك، فيكون الحديث مقيّدا و مخصّصا لإطلاق أدلة الأحكام الواقعية الإلزامية بفرض العلم بها (2).
و الآخر: أن يكون رفعا ظاهريا، بمعنى تأمين الشاكّ و نفي وجوب الاحتياط عليه في مقابل وضع التكليف المشكوك وضعا
(2) أي صلّ في السفر قصرا و إن لم تعلم فأنت بريء الذمّة واقعا من صلاة القصر فصلّ تماما. مثال آخر: لحم الأرنب حرام واقعا، لكن إن كنت جاهلا بالحرمة فإنه سيصير حلالا واقعا لك. و هو وجه باطل باجماع العلماء الشيعة لانه يؤدي الى التصرّف بالاحكام الواقعية ...