نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين جلد : 1 صفحه : 54
قد يقال إن نفس هذا السند قد يأتي في أكثر من رواية و في أبواب فقهية أخرى فلما ذا لا يكون هذا السند عنصرا مشتركا؟
و الجواب على ذلك أن هذا السند لا يتكرر إلى الدرجة التي يكون فيها عنصرا مشتركا، نعم لو أن نفس السند ورد في آلاف الروايات لصار عنصرا مشتركا، و لكن نقول حتى لو ورد في آلاف الروايات لظل عنصرا خاصا لأنه لا يتحول إلى قاعدة عامة، بل يظل مقدمة صغرى في عملية الاستنباط، و بذلك يظل عنصرا خاصا و لا يتحول إلى عنصر مشترك.
نرجع الآن إلى رواية يعقوب بن شعيب عن الإمام الصادق 7 أنه قال:" لا يرتمس المحرم في الماء و لا الصّائم" [1].
و الجملة بهذا التركيب تدل بحسب ظهورها في العرف العام [2] و فهم أبناء اللغة على الحرمة، فمعنى" لا يرتمس" هو" لا ترتمس"، فهي جملة
[2] العرف العام هو عرف أهل اللغة و الناس الذين يعرفون اللغة بمعانيها الحقيقية و المجازية و الكنائية، فإذا سمع الإنسان العربي جملة معيّنة فإنه يفهم منها فهما معيّنا لأنه ولد في المجتمع العربي و يعرف تراكيب الجمل، و يكون عنده فهم عرفي لهذه الجمل، و الذي لا يعيش في المجتمعات العربية فإن هذا الفهم العرفي لا يأتي إلى ذهنه، و في استعمال الألفاظ هناك مجازات و كنايات، و غير العربي الذي يتعلّم اللغة كشيء نظري عند ما يسمع اللفظ يأتي المعنى الحقيقي إلى ذهنه، و لكن العربي يفهم أن هذه الجملة لا يقصد بها المعنى الحقيقي بل يراد المعنى المجازي، مثلا عند ما نسمع" إن يوم الحسين 7 أقرح جفوننا"، هل معنى ذلك أنه يوجد جرح و يترف منه الدم، و كيف يمكن أن يجعل اليوم قرحا في الجفن؟، فاليوم ليس إنسانا حتى يقرح الجفن، فهذا الاستعمال استعمال مجازي، و قرح العين لا يقصد به المعنى الحقيقي، و لكن معناه أن الإنسان من
نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين جلد : 1 صفحه : 54