نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين جلد : 1 صفحه : 116
إن التفكير الأصولي السني الذي يشكّل عامل إثارة للتفكير الأصولي الشيعي كان قد أخذ بالانكماش، و بذلك فقد التفكير العلمي لدى فقهائنا الإماميّة (رضوان اللّه عليهم) أحد المثيرات المحرّكة له، و يمكن أن نعتبر ذلك عاملا مساعدا في توقف النمو العلمي.
تجدّد الحركة في البحث العلمي:
ما أن انتهت مائة عام حتى دبّت الحياة من جديد في البحث الفقهي و الأصولي على الصعيد الإمامي، و ظل البحث العلمي السني على ركوده الذي وصفه الغزّالي في القرن الخامس، و أسباب استئناف الفكر العملي الإمامي دون الفكر السني منها:
1- الحوزة العلمية التي خلّفها الشيخ الطوسي التي سرى فيها روح التقليد لم تستطع أن تتفاعل بسرعة مع تجديدات الشيخ العظيمة و احتاجت إلى مدة من الزمن حتى تستوعب تلك الأفكار و روح التقليد فيها مؤقتة بطبيعتها لأنها كانت حوزة فتيّة، و أما الحوزات الفقهية السنية فقد كان شيوع روح الجمود و التقليد فيها نتيجة لشيخوختها بعد أن بلغت أقصى نموّها أو بعد أن استنفدت أغراضها.
2- كان الفقه السني هو الفقه الرّسمي للدول، فكانت الدولة تشكّل عامل دفع و تنمية للفقه السني حيث كان يستمد دوافع البحث العلمي من حاجات الجهاز الحاكم، و هذا مما يجعل الفقه السني يتأثر بالأوضاع السياسية و يزدهر في عصور الاستقرار السياسي، و تخبو جذوته في ظروف الارتباك السياسي، و قد فقد شيئا مهمّا من جذوته في القرن السادس و السابع و ما بعدهما تأثرا بارتباك الوضع السياسي و انهياره أخيرا على يد المغول.
نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين جلد : 1 صفحه : 116