نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثالثة) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين جلد : 1 صفحه : 186
اتجاهان في تحديد المعنى الحرفي:
إن الحرف بلا شك يختلف عن الاسم الموازي و المناظر له لأنهما ليسا مترادفين حيث لا يصح وضع أحدهما محل الآخر في الجملة، ففي قولنا:" سرت (من) البصرة" لا يصح أن نقول:" سرت (ابتداء) البصرة".
و هنا يأتي السؤال التالي: ما هو الفرق بين المعنى الحرفي و المعنى الاسمي؟
الجواب: يوجد في تحديد المعنى الحرفي اتجاهان:
الاتجاه الأول لصاحب الكفاية (قدس سره):
معنى الحرف هو نفس معنى الاسم الموازي له ذاتا و ماهية و حقيقة و سنخا و نوعا و كل هذه الكلمات بمعنى واحد حيث يوجد اتحاد بين المعنيين بالذات، فذات المعنى الحرفي و ذات المعنى الاسمي واحدة، و الاختلاف بينهما واقع بالعَرَض، و منشأ الاختلاف بينهما هو الاختلاف في كيفية اللحاظ.
مثال: كلمة" مِنْ" و كلمة" الابتداء" تدلان على مفهوم و معنى واحد هو مفهوم" الابتداء"، فمفهوم" الابتداء" وضع له لفظان:" من" و" الابتداء"، فهما مترادفان من حيث المفهوم مثل" الأسد" و" الحيوان المفترس"، و لكن كلمة" من" وضعت للمفهوم إذا لوحظ باللحاظ الآلي، و كلمة" ابتداء" وضعت للمفهوم إذا لوحظ باللحاظ الاستقلالي.
أنحاء وجود المفهوم:
إن المفهوم له نحوان من الوجود:
1- الوجود الخارجي: إذا لوحظ المفهوم من حيث وجوده الخارجي المصداقي أي بالحمل الشائع فهو دائما يتقوَّم بطرفين: المبتدِئ كالسير، و المبتدَأ منه كالبصرة في قولنا:" السير من البصرة"، فلا يمكن وقوع
نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثالثة) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين جلد : 1 صفحه : 186