تفتح نافذة كبيرة على عصر ابن حجّة على صعيد الناحيتين البلاغية و الأدبية.
-الإسهام في بعث جانب من جوانب ذلك العصر المديد الذي يعتبر أسوأ العصور حظّا و أقلّها عناية من حيث اهتمام الباحثين به.
-المشاركة في إحياء المصنّف بإحياء هذا المصنّف، لما يمثّله مع بعض ناظمي البديعيات و شرّاحها من اتّجاه بلاغيّ أدبيّ يميل إلى الدراسة الفنيّة التطبيقيّة، و إن كان يعمد أحيانا إلى إصدار أحكام نقديّة انفعاليّة، إلاّ أنه بعيد عن الدراسة الفلسفية التجريديّة.
-وضع ابن حجّة موضعه بين علماء البلاغة عامة، و علماء البديع خاصّة، ممّن سبقه و ممن لحقه، و بيان ما له من أصالة و تقليد و أثر و تجديد، و إظهار ما لكتابه هذا من قيمة و أثر على صعيد الأدب و اللغة و النقد و البلاغة.
-خدمة اللغة العربية و أدبها بإثارة أحد الكنوز الدفينة للتراث الأدبيّ-البلاغيّ المكتوب و المغمور، محقّقا تحقيقا علميّا مستندا إلى قواعد تحقيق المخطوطات.
-إظهار أهميّة الخزانة في البلاغة العربية و الأدب العربيّ، إذ هي «مجموع أدب قلّ أن يوجد في غيره، و لعلّ مقتنيه يستغني عن غيره من الكتب الأدبيّة، و لو لم يكن له فيه إلاّ جودة الشواهد لكلّ نوع من الأنواع مع ما امتاز به من الاستكثار من إيراد نوادر» [1] العصرين الأيّوبيّ و المملوكيّ، لكفاه.
-إبراز الأثر الكبير الذي تركته هذه الخزانة عند من جاء بعد ابن حجّة الحمويّ من ناظمي البديعيّات و شارحيها، كعائشة الباعونيّة، و جلال الدين السيوطيّ، و صدر الدين بن معصوم المدنيّ، و عبد الغني النابلسيّ، الذين لم يبلغوا ما بلغه ابن حجّة في شرحه لبديعيّته من توسيع و تفصيل و شرح، حتى غدا شرحه «خزانة» بكلّ ما لهذه الكلمة من دلالة على السّعة و الشرح المسهب، بالإضافة إلى إلمام ابن حجة بكلّ ما سبقه إليه صفيّ الدين الحلّيّ و عزّ الدّين الموصليّ و غيرهما من ناظمي البديعيّات، كتضمين ألفاظ البيت ما يشير إلى نوع المحسّن اللفظيّ و المعنويّ، و رقّة الشعر و جمال النظم.
-تبيان ما أضافه ابن حجّة على من سبقوه إلى علم البديع من شواهد و تسميات
[1] من تقريظ أحمد بن حجر العسقلاني على النسخة «ك» .