responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 7

عصره‌

يمضي القرن الثاني عشر للهجرة على العتبات المقدسة في العراق، بل على أكثر المدن الشيعية في إيران التي فيها مركز الدراسة الدينية العالية -كإصفهان و شيراز و خراسان-و تطغى فيه ظاهرتان غريبتان على السلوك الديني: الأولى: النزعة الصوفية التي جرّت إلى مغالاة فرقة الكشفية.

و الثانية: النزعة الأخبارية.

و هذه الأخيرة خاصة ظهرت في ذلك القرن قوية مسيطرة على التفكير الدراسي، و تدعو إلى نفسها بصراحة لا هوادة فيها، حتى أن الطالب الدينى في مدينة كربلا خاصة أصبح يجاهر بتطرفه و يغالي، فلا يحمل مؤلفات العلماء الأصوليين إلا بمنديل، خشية أن تنجس يده من ملامسة حتى جلدها الجاف، و كربلا يومئذ أكبر مركز علمي للبلاد الشيعية.

و في الحقيقة أن هذا القرن يمر و الروح العلمية فاترة إلى حد بعيد، حتى أنه بعد الشيخ المجلسي صاحب البحار المتوفى في أول هذا القرن عام 1110، لم تجد واحدا من الفقهاء الأصوليين من يلمع اسمه و يستحق أن يجعل في الطبقة الأولى، أو تكون له الرئاسة العامة، إلا من ظهر في أواخر القرن كالشيخ الفتوني الجليل في النجف المتوفى 1183، ثم الشيخ آقا الوحيد البهبهاني في كربلا المتوفى 1208، الذي تم على يديه تحول العلم إلى ناحية جديدة من التحقيق.

و هذا الفتور العلمي، و طغيان نزعة التصوف من جهة، و نزعة الأخبارية من جهة أخرى في هذا القرن بالخصوص، مما يدعو إلى التفكير و العجب، و ليس بأيدينا من المصادر ما يكفي للجزم بأسباب ذلك. و أغلب الظن أن أهم الأسباب التي نستطيع الوثوق بها هو الوضع السياسي و الاجتماعي‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست