responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 69

فصل (الأقوال في الخير و السعادة و التوفيق بينها)

اعلم أن الغاية في تهذيب النفس عن الرذائل و تكميلها بالفضائل هو الوصول إلى الخير و السعادة. و السلف من الحكماء قالوا: إن (الخير) على قسمين مطلق و مضاف، و المطلق هو المقصود من إيجاد الكل، إذ الكل يتشوقه و هو غاية الغايات، و المضاف ما يتوصل به إلى المطلق. و (السعادة) هو وصول كل شخص بحركته الإرادية النفسانية إلى كماله الكامن في جبلته و على هذا فالفرق بين الخير و السعادة أن الخير لا يختلف بالنسبة إلى الأشخاص، و السعادة تختلف بالقياس إليهم.

ثم الظاهر من كلام أرسطاطاليس أن الخير المطلق هو الكمالات النفسية و المضاف ما يكون معدا لتحصيلها كالتعلم و الصحة، أو نافعا فيه كالمكنة و الثروة.

و أما السعادة فعند الأقدمين من الحكماء راجعة إلى النفوس فقط، و قالوا ليس للبدن فيها حظ، فحصروها في الأخلاق الفاضلة، و احتجوا على ذلك بأن حقيقة الإنسان هي النفس الناطقة و البدن آلة لها، فلا يكون ما يعد كمالا له سعادة للإنسان. و عند المتأخريين منهم كأرسطو و من تابعه راجعة إلى الشخص حيث التركيب، سواء تعلقت بنفسه أو بدنه، لأن كل ما يلائم جزءا من شخص معين فهو سعادة جزئية بالنسبة إليه، مع أنه يتعسر صدور الأفعال الجميلة بدون اليسار، و كثرة الأعوان و الأنصار، و البخت المسعود، و غير ذلك مما لا يرجع إلى النفس، و لذا قسموا السعادة إلى ما يتعلق بالبدن من حيث هو كالصحة و اعتدال المزاج‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست