responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 66

ما خلقت لأجله.

و لما كانت قواها متخالفة متنازعة فما لم يغلب إحداها لم تدخل النفس في عالمه‌ [1] الذي يخصه فلا تزال من تنازعها معركة للآثار المختلفة و الأحكام المتباينة إلى أن يغلب إحداها فتظهر في النفس آثاره و يدخل في عالمه الخاص.

و لما كانت القوة العاقلة من سنخ الملائكة، و الواهمة من حزب الأبالسة و الغضبية من أفق السباع، و الشهوية من عالم البهائم، فبحسب غلبة واحدة منها تكون النفس إما ملكا أو شيطانا أو كلبا أو خنزيرا، فلو كانت الغلبة و السلطنة لقهرمان العقل ظهر في مملكة النفس أحكامه و آثاره، و انتظمت أحوالها، و لو كانت لغيره من القوى ظهر فيها آثاره فتهلك النفس و يحتل معاشها و معادها.

ثم المنشأ للتنازع و التجاذب و البقاء في نفس الإنسانية إنما هو قوتها العقلية لأن التدافع إنما بينها و بين سائر القوى، فليس في نفوس سائر الحيوانات لفقدانها العاقلة ننازع و تجاذب و إن اختلفت في غلبة ما فيها من القوى، فإن الغلبة في الشياطين للواهمة، و في السباع للغضب، و في البهائم للشهوة، و أما الملائكة فتنحصر قوتها بالعاقلة فليس فيها سائر القوى فلا يتحقق فيها تدافع و تنازع. فالجامع لعوالم الكل هو الإنسان و هو المخصوص من بين المخلوقات بالصفات المتقابلة، و لذلك صار مظهرا للأسماء المتقابلة الإلهية، و قابلا للخلافة الربانية، و قائما بعمارة عالمي الصورة و المعنى.

و الملائكة و إن كانوا مخصوصين بالجنة الروحانية و لوازمها من الإشراقات العلمية، و توابعها من اللذات العقلية، إلا أنه ليس لهم جهة جسمانية و لوازمها. و الأجسام الفلكية و ان كانت لها نفوس ناطقة على قواعد الحكمة إلا أنها خالية عن الطبائع المختلفة، و الكيفيات المتباينة، و ليس لها


[1] في نسختنا الخطية هكذا «في علله التي تخصها» .

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست