responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 40

قويين في الأفعال مع كونها ضعيفة فيها كما في سن الشباب، فلو كانت جسما أو جسمانيا لكانت تابعة لهما في الضعف و القوة.

(فإن قلت) الإدراك و سائر الصفات الكمالية للنفس يضعف أو يختل بضعف البدن أو اختلاله كما نشاهد في المشايخ و المرضى و تجردها ينافي ذلك.

(قلنا) الضعف أو الاختلال إنما يحدث في الإدراك و الأفعال المتعلقة بالقوي الجسمية، و أما ما يحصل للنفس بجوهرها أو بواسطة القوى الجسمية بعد صيرورته ملكة لها فلا يحصل فيه اختلال و ضعف، بل يصير ظهوره أشد و تأثيره أقوى.

و أما الثاني أعني بقائها بعد المفارقة عن البدن فالدليل عليه بعد ثبوت تجردها أن المجرد لا يتطرق إليه الفساد لأنه حقيقة و الحقيقة لا تبيد كما صرح به المعلم الأول و غيره، و وجهه ظاهر.

فصل (في بيان تلذذ النفس و تألمها)

إذا عرفت تجرد النفس و بقاءها أبدا، فاعلم أنها ملتذة متنعمة دائما أو معذبة متألمة كذلك. و التذاذها يتوقف على كمالها الذي يخصها، و لما كانت لها قوتان: النظرية و العملية، فكمال القوة النظرية الإحاطة بحقائق الموجودات بمراتبها و الاطلاع على الجزئيات غير المتناهية بإدراك كلياتها. و الترقي منه إلى معرفة المطلوب الحقيقي و غاية الكل حتى يصل إلى مقام التوحيد و يتخلص عن وساوس الشيطان و يطمئن قلبه بنور العرفان. و هذا الكمال هو الحكمة النظرية.

و كمال القوة العملية التخلي عن الصفات الردية و التحلي بالأخلاق المرضية ثم الترقي منه إلى تطهير السر و تخليته عما سوى الله سبحانه. و هذا هو الحكمة

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست