في حاجته، و أمثال ذلك، و ألا يرى نفسه خيرا منه، نظرا إلى خطر الخاتمة.
ثم ينبغي ألا يتواضع للمتكبرين، إذ الانكسار و التذلل لمن يتكبر و يتعزز مع كونه من التخاسس و المذلة المذمومة يوجب إضلال هذا المتكبر، و تقريره على تكبره، و إذا لم يتواضع له الناس و تكبروا عليه ربما تنبه و ترك التكبر، إذ المتكبر لا يرضى بتحمل المذلة و الإهانة من الناس، و لذا قال رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله-: «إذا رأيتم المتواضعين من أمتي فتواضعوا لهم، و إذا رأيتم المتكبرين فتكبروا عليهم، فإن ذلك لهم مذلة و صغار» .
و منها:
الافتخار
أي المباهاة باللسان بما توهمه كمالا، و الغالب كون المباهاة بالأمور الخارجة عن ذاته، و هو بعض أصناف التكبر-كما أشير إليه-فكل ما ورد في ذمه يدل على ذمه، و الأسباب الباعثة عليه هي أسباب التكبر. و قد تقدم أن شيئا منها لا يصلح لأن يكون منشأ للافتخار، فهو ناش من محض الجهل و السفاهة. قال سيد الساجدين (ع) : «عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم (هو) [1] غدا جيفة» .و قال الباقر (ع) : «عجبا للمختال الفخور، و إنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة، و هو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به» .و قال (ع) : «صعد رسول اللََّه صلى اللََّه عليه و آله و سلم- المنبر يوم فتح مكة، فقال: أيها الناس!إن اللََّه قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية و تفاخرها بآبائها، ألا إنكم من آدم و آدم من طين، ألا إن خير عباد اللََّه عبد اتقاه» .و قال له (ع) عقبة بن بشير الأسدي: أنا في الحسب الضخم عزيز
____________
(1) في بعض نسخ الكافي في باب الفخر و الكبر زيادة كلمة (هو) .