responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 398

و التواضع مزرعة الخضوع و الخشوع و الخشية و الحياء، و إنهن لا يأتين إلا منها و فيها، و لا يسلم الشرف التام الحقيقي إلا للمتواضع في ذات اللََّه تعالى‌ [1] . و قال الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري :: «أعرف الناس بحقوق أخوانهم و أشدهم قضاء لهم أعظمهم عند اللََّه شأنا، و من تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند اللََّه من الصديقين و من شيعة علي بن أبي طالب-7-حقا» [2] .

تتميم (الذلة)

لما عرفت أن كل فضيلة وسط له طرفان مذمومان، فأحد طرفي التواضع (الكبر) -كما عرفت-و هو من طرف الإفراط، و آخرهما (الذلة) و التخاسس و هو من طرف التفريط. فكما أن الكبر مذموم، فكذلك المذلة و التخاسس أيضا مذموم، إذ كلا طرفي الأمور ذميم، و المحمود: هو التواضع من دون الخروج إلى شي‌ء من الطرفين، إذ أحب الأمور إلى اللََّه أوسطها، و هو أن يعطي كل ذي حق حقه، و هو العدل، فلو وقع في طرف النقصان فليرفع نفسه إذ ليس للمؤمن أن يذل نفسه، فالعالم إذا دخل عليه إسكاف فخلى له مجلسه و اجلسه فيه، و ترك تعليمه و إفادته، و إذا قام عدا إلى الباب خلفه، فقد تخاسس و تذلل، و هو غير محمود، بل هو رذيلة في طرف التفريط. فاللازم إذا وقع فيه أن يرفع نفسه إلى أن يعود إلى الوسط الذي هو الصراط المستقيم فإن العدل أن يتواضع بمثل ما ذكر لا مثاله و لمن يقرب درجته. فأما تواضعه للسوقي، فبالبشر في الكلام، و الرفق في السؤال، و إجابة دعوته، و السعي


[1] روى هذا الحديث في البحار أيضا في الموضع المتقدم عن مصباح الشريعة.

[2] هذا الحديث من نفس الحديث المتقدم عن الاحتجاج و التفسير المنسوب إلى الإمام‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست