responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 38

ازدادت قوتها على قبول الأخرى، و لذلك تزيد القوة على إدراك الأشياء بالرياضيات الفكرية و كثرة النظر، فثبت عدم كونها جسما.

و (منها) أن حصول الأبعاد الثلاثة للجسم لا يتصور إلا بأن يصير طويلا عريضا عميقا و حصول الألوان و الطعوم و الروائح له لا يتصور إلا بأن يصير ذا لون و طعم و رائحة و هي تحصل للنفس و قوتها الوهمية بالإدراك من غير أن تصير كذلك، و أيضا حصول بعضها للجسم يمنع من حصول مقابله له، و لا يمنع ذلك في النفس بل تقبلها كلها في آن واحد على السواء.

و (منها) أن النفس تلتذ بما لا يلائم الجسم من الأمور الإلهية و المعارف الحقيقية، و لا تميل إلى اللذات الجسمية و الخيالية و الوهمية، بل تحن أبدا إلى الابتهاجات العقلبة الصرفة التي ليس في الجسم و قواه فيها نصيب، و هذا أوضح دليل على أنها غيرهما، إذ لا ريب في أن ما يحصل لبعض النفوس الصافية عن شواتب الطبيعة من البهجة و السرور بإدراك العلوم الحقة الكلية و الذوات المجردة النورية القدسية، و بالمناجاة و العبادة و المواظبة على الأذكار في الخلوات مع صفاء النيات لا مدخلية للجسم فيها و قواه الخيالية و الوهمية و غيرهما، إذ النفس قد تغفل في تلك الحالة عنها بالكلية، و ربما استغرقت بحيث لا تشعر بالبدن و لا تدري أن لها بدنا فكأنها منخلعة عنه، فهذا يدل على أنها من عالم آخر غير عالم الجسم و قواه، إذ التذاذهما منحصر بالملائمات الجزئية التي تدركها الحواس الظاهرة و الباطنة.

و (منها) أن النفس تدرك الصور الكلية المجردة فتكون محلا لها، و لا ريب في أن المادي لا يكون محلا للمجرد إذ كل مادي ذو وضع قابل للإنقسام، و كون المحل ذا وضع قابل للإنقسام يستلزم أن يكون حاله أيضا كذلك كما ثبت في محله، و المجرد لا يمكن أن يكون كذلك و إلا خرج عن حقيقته، فالنفس لا تكون مادية و إذا لم تكن مادية كانت مجردة لعدم الواسطة.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست