responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 379

وصل (انكسار النفس)

ضد العجب انكسار النفس و استحقارها و كونها في نظره ذليلة مهينة.

و كما أن العجب مجرد استعظام النفس من دون اعتبار استصغار الغير معه، فكذا ضده مجرد استحقار النفس من دون اشتراط إعظام الغير معه، إذ الأول مع اعتبار الثاني تكبر، و الثالث مع اشتراط الرابع تواضع، و هما ضدان.

ثم لا ريب في فوائد انكسار النفس و استصغارها، و كل من بلغ مرتبة عظيمة فإنما بلغ بهذه الصفة، لأن اللََّه تعالى عند المنكسرة قلوبهم، و قال رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «ما من أحد إلا و معه ملكان و عليه حكمة [1] يمسكانها، فإن هو رفع نفسه جبذاها [2] ثم قالا: اللهم ضعه، و إن وضع نفسه قالا: اللهم ارفعه» [3] . و روي: «أنه أوحى اللََّه تعالى إلى موسى (ع) : أن يا موسى!أ تدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟قال: يا رب!و لم ذلك؟فأوحى اللََّه تبارك و تعالى إليه: أني قلبت عبادي ظهرا لبطن، فلم أجد فيهم أحدا أذل نفسا لي منك، يا موسى!إنك إذا صليت وضعت خدك على التراب» . و روى: «أنه لما أوحى اللََّه تعالى إلى الجبال. أني واضع سفينة نوح عندي على جبل منكن، فتطاولت و شمخت، و تواضع الجودي، و هو جبل عندكم، فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل، فقال نوح عند ذلك: (يا ماري اتقن) و هو بالسريانية: رب أصلح» [4]


[1] الحكمة بالتحريك: ما أحاط بحنكى الفرس من لجامه.

[2] بمعنى جذباها.

[3] صححنا الحديث على ما في احياء العلوم-ج 2 ص 329-.

[4] هذا الحديث و ما قبله رواهما الكافي في باب التواضع. فصححناهما عليه‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست