responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 372

و قال النبي-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «ما منكم من أحد ينجيه عمله» ، قالوا: و لا أنت يا رسول اللََّه!قال: «و لا أنا إلا أن يتغمدني اللََّه برحمته» .

(فإن قيل) : ما ذكرت من استناد الصفات و الأفعال و محلها جميعا إلى اللََّه تعالى، يؤدي إلى الجبر و نفي التكليف، و بطلان الثواب و العقاب، (قلنا) :

هذا فرع باب مسألة يتعلق بعلم آخر، و لا يليق بيانها هنا [1] . و نحن لم نسلب القدرة و الاختيار عن العبد بالكلية في متعلق التكليف-أعني أفعاله العرضية- بل نفينا استقلاله فيها. نعم، في غيرها من المحال و الأسباب و الصفات اللازمة، و التوفيق، و تحريك البواعث، و صرف الموانع، لا قدرة له فيها أصلا، و لا يلزم منه فساد.

و أما (العجب بالحسب و النسب) : فعلاجه يتم بمعرفة أمور:

الأول-أن يعلم أن التعزز بكمال الغير غاية السفاهة و الجهل،

فإنه لو كان خسيسا في صفات ذاته، فمن أين يجبر خسته كمال غيره، و لو كان أباه أوجده، بل لو كان الذي يعجب به بالانتساب حيا لكان له أن يقول:

الفضل لي لا لك و أنت دودة خلقت من فضلتي، أ فترى أن الدودة التي خلقت من فضلة الإنسان أشرف من الدودة التي خلقت من فضلة حمار؟!هيهات! فإنهما متساويان في الخسة، ان الشرف للإنسان لا للدودة، و لذا قال أمير المؤمنين (ع) :

أنا ابن نفسي و كنيتي أدبي # من عجم كنت أو من العرب

إن الفتى من يقول ها أنا ذا # ليس الفتى من يقول كان أبي‌

و قيل:


[1] تقدم ذكر هذا الأمر ص 141.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست