responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 366

و أما التفصيلي‌

-فهو أن يقطع أسبابه-أعني ما به العجب-و هي العلم، و المعرفة، و العبادة، و الطاعة، و غير ذلك من الكمالات النفسية، كالورع، و الشجاعة، و السخاوة، و النسب، و الحسب، و الجمال، و المال، و القوة، و البطش، و الجاه، و الاقتدار، و كثرة الأعوان و الأنصار، و الكياسة، و التفطن لدقائق الأمور، و الرأي الخطإ.

أما (العجب بالعلم) :

فعلاجه أن يعلم أن العالم الحقيقي هو الذي يعرف نفسه و خطر الخاتمة، و أن من تليق به العظمة و العزة و الكبرياء هو اللََّه سبحانه، و ما عداه هالك الهوية و الذات فاقد الكمال و الصفات. و هذا العلم يزيد الخوف و الذلة و المهانة و المسكنة، و الاعتراف بالقصور و التقصير في أداء حقوق اللََّه، و الشكر بإزاء نعمه، و لذا قيل: «من ازداد علما ازداد وجعا» .

فالعلم الذي لا يوجب ذلك و يورث العجب، إما ليس علما حقيقيا، بل هو من العلوم الدنيوية التي ينبغي أن تسمى صناعات لا علوما، إذ صاحبه خاض فيه و هو خبيث النفس ردى الأخلاق لم يهذب نفسه أولا و لم يزكها بالمجاهدات و لم يرضها في عبادة ربه، فيبقى خبيث الجوهر، فإذا خاض في العلم و إن كان علما حقيقيا صادف من قلبه منزلا خبيثا، فلم يطب ثمره و لم يظهر في الخبر اثره، فإن العلم مثله مثل الغيث ينزل من السماء عذبا صافيا، فإذا شربته الأشجار و النباتات ازداد المر مرارة و الحلو حلاوة، كذلك العلم إذا صادف القلوب ازداد القلب المظلم الخبيث ظلمة و خباثة. و الطيب الصافي طيبا و صفاء و إذا علم ذلك، يعرف أنه لا ينبغي العجب بالعلم، و يجب أيضا أن يعلم أنه إذا أعجب بنفسه صار ممقوتا عند اللََّه مبغوضا لديه، لما تقدم من الأخبار و قد أحب اللََّه منه الذلة و الحقارة عند نفسه. و قال بواسطة سفرائه: «إن لك عندي قدرا ما لم تر لنفسك قدرا، فإن رأيت لنفسك قدرا فلا قدر لك

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست