responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 365

فيرى فيه جميع أعماله و أفعاله، من قليل و كثير و نقير و قطمير. فإن غلبت سيئاته على حسناته و كان مستحقا للعذاب و النار، تمنى أن يكون كلبا أو خنزيرا لصير مع البهائم ترابا و لا يلقى عقابا و لا عذابا. و لا ريب في أن الكلب و الخنزير أحسن و أطيب ممن عصى ربه القهار و يعذب في النار، إذ أولهما و آخرهما التراب، و هو بمعزل عن العقارب و العذاب، و الكلب و الخنزير لا يهرب منهما الخلق، و لو رأى أهل الدنيا من يعذب في النار لصعقوا من وحشة خلقته و قبح صورته. و لو وجدوا ريحه لماتوا من نتنه، و لو وقعت قطرة من شرابه الذي يسقاه في بحار الدنيا صارت أنتن من الجيفة المنتنة.

فما لمن هذه حاله و العجب و استعظام نفسه!و ما أغفله من التدبر في أحوال يومه و أمسه!و لو لم يدركه العذاب و لم يؤمر به إلى النار فإنما ذلك للعفو، لأنه ما من عبد إلا و قد أذنب ذنبا، و كل من أذنب ذنبا استحق عقوبة، فلو لم يعاقب فإنما ذلك للعفو. و لا ريب في أن العفو ليس يقينا، بل هو مشكوك فيه، فمن استحق عقوبة و لا يدري أ يعفى عنها أم لا، يجب أن يكون أبدا محزونا خائفا ذليلا، فكيف يستعظم نفسه و يلحقه العجب، أ لا ترى أن من جنى على بعض الملوك بما استحق به ألف سوط مثلا، فأخذ و حبس في السجن. و هو منتظر أن يخرج إلى العرض و تقام عليه العقوبة على ملإ من الخلق، و ليس يدري أ يعفى عنه أم لا، كيف يكون ذله في السجن؟ أ فترى أنه مع هذه الحالة يكون معجبا بنفسه؟!و لا أظنك أن تظن ذلك.

فما من عبد مذنب، و لو أذنب ذنبا واحدا، إلا و قد استحق عقوبة من اللََّه، و الدنيا سجنه، و لا يدري كيف يكون أمره، فيكفيه ذلك خوفا و مهانة و ذلة. فلا يجوز له أن يعجب و يستعظم نفسه.

هذا هو العلاج الإجمالي للعجب.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست