responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 363

و استعظام نفسه، فإنه لا ريب في كونه ممكنا، و كل ممكن في ذاته صرف العدم و محض اللاشي‌ء، كما ثبت في الحكمة المتعالية، و وجوده و تحققه و كماله و آثاره جميعا من الواجب الحق، فالعظمة و الكبرياء إنما تليق بمفيض وجوده و كمالاته، لا لذاته التي هي صرف العدم و محض الليس، فإن شاء أن يستعظم شيئا و يفتخر به فليستعظم ربه و به افتخر، و يستحقر نفسه غاية الاستحقار و حتى يراها صرف العدم و محض اللاشي‌ء. و هذا المعنى يشترك فيه كل ممكن كائنا من كان.

و أما المهانة و الذلة التي تخص هذا المعجب و بني نوعه، فكون أوله نطفة قذرة و آخره جيفة عفنة، و كونه ما بين ذلك حمال نجاسات منتنة، و قد مرّ على ممر البول ثلاث مرات. و تكفيه آية واحدة من كتاب اللََّه تعالى لو كان له بصيرة، و هي قوله:

قُتِلَ اَلْإِنْسََانُ مََا أَكْفَرَهُ. `مِنْ أَيِّ شَيْ‌ءٍ خَلَقَهُ.

`مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ. `ثُمَّ اَلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ. `ثُمَّ أَمََاتَهُ فَأَقْبَرَهُ. `ثُمَّ إِذََا شََاءَ أَنْشَرَهُ [1] .

فقد أشارت الآية إلى أنه كان أولا في كتم العدم غير المتناهي، ثم خلقه من أقذر الأشياء الذي هو نطفة مهينة، ثم أماته و جعله جيفة منتنة خبيثة.

و أي شي‌ء أخس و أرذل ممن بدايته محض العدم، و خلقته من أنتن الأشياء و أقذرها، و نهايته الفناء و صيرورته جيفة خبيثة. و هو ما بين المبدإ و المنتهى عاجز ذليل، لم يفوض إليه أمره، و لم يقدر على شي‌ء لنفسه و لا لغيره، إذ سلطت عليه الأمراض الهائلة، و الأسقام العظيمة، و الآفات


[1] عبس الآية: 17-22.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست