ثم طريق العلاج في ترك الانتقام: أن يتنبه على سوء عاقبته في العاجل و الآجل، و يتذكر فوائد تركه، و يعلم أن الحوالة إلى المنتقم الحقيقي أحسن و أولى، و أن انتقامه أشد و أقوى، ثم يتأمل في فوائد العفو و فضيلته، كما يأتي،
وصل (العفو)
ضد الانتقام (العفو) ، و هو إسقاط ما يستحقه من قصاص أو غرامة، ففرقه عن الحلم و كظم الغيظ ظاهر، و الآيات و الأخبار في مدحه و حسنه أكثر من أن تحصى، قال اللّه تعالى سبحانه:
وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا[2] . و قال: وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوىََ[3]
و قال رسول اللّه-6-: «ثلاث و الذي نفسي بيده إن كنت حالفا لحلفت عليهن: ما نقصت صدقة من مال فتصدقوا، و لا عفا رجل من مظلمة يبتغي بها وجه اللّه إلا زاده اللّه بها عزا يوم القيامة، و لا فتح رجل على نفسه باب مسألة إلا فتح اللََّه عليه باب فقر» .و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «العفو لا يزيد العبد إلا عزا، فاعفوا يعزكم اللََّه» .
و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-لعقبة: «أ لا أخبرك بأفضل أخلاق أهل