responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 329

غضبا من الشاب، و المرأة أسرع غضبا من الرجل، و صاحب الأخلاق السيئة و الرذائل القبيحة أسرع غضبا من صاحب الفضائل. فالرذل يغضب لشهوته إذا فاتته اللقمة، و البخيل يغاظ لبخله إذا فقد الحبة، حتى يغضب لقد أدنى شي‌ء على أعزة أهله و ولده. و النفس القوية المتصفة بالفضيلة أجل شأنا من أن تتغير و تضطرب لمثل هذه الأمور، بل هي كالطود الشاهق و لا تحركه العواصف، و لذا قال سيد الرسل-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» . و إن شككت في ذلك فافتح عينيك و انظر إلى طبقات الناس الموجودين، ثم ارجع إلى كتب السير و التواريخ، و استمع إلى حكايات الماضين، حتى تعلم: أن الحلم و العفو و كظم الغيظ شيمة الأنبياء و الحكماء و أكابر الملوك و العقلاء، و الغضب خصلة الجهلة و الأغبياء.

(التاسع) أن يتذكر أن قدرة اللََّه عليه أقوى و أشد من قدرته‌

على هذا الضعيف الذي يغضب عليه، و هو أضعف في جنب قوته القاهرة بمراتب غير متناهية من هذا الضعيف في جنب قوته، فليحذر، و لم يأمن إذا أمضى غضبه عليه أن يمضى اللََّه عليه غضبه في الدنيا و الآخرة، و قد روي: «أنه ما كان في بني إسرائيل ملك إلا و معه حكيم، إذا غضب أعطاه صحيفة فيها: (ارحم المساكين، و اخش الموت، و اذكر الآخرة) ، فكان يقرأها حتى يسكن غضبه»

و في بعض الكتب الإلهية: «يا ابن آدم!اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب، فلا امحقك فيمن أمحق» [1] .


[1] روى الكافي في باب الغضب نفس هذا الحديث عن الصادق-7-بهذه العبارة: «أن في التوراة مكتوبا: يا بن آدم: اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي، فلا امحقك فيمن أمحق... » و قد تقدم مثله ص 291.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست