(الثالث) أن يتذكر ما ورد من المدح و الثواب على دفع الغضب في موارده،
و يتأمل فيما ورد من فوائد عدم الغضب، كقول النبي-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «من كف غضبه عن الناس كف اللََّه تبارك و تعالى عنه عذاب يوم القيامة» .و قول الباقر (ع) : «مكتوب في التوراة: فيما ناجى اللََّه به موسى: أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي» .و قول الصادق (ع) : «أوحى اللََّه تعالى إلى بعض أنبيائه: يا بن آدم!اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي، و لا أمحقك فيمن أمحق، و إذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك» .و قوله (ع) :
«سمعت أبي يقول: أتى رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-رجل بدوي:
فقال: إني أسكن البادية، فعلمني جوامع الكلم. فقال: آمرك ألا تغضب.
فأعاد الأعرابي عليه المسألة ثلاث مرات، حتى رجع الرجل إلى نفسه، فقال: لا أسألك عن شيء بعد هذا، ما أمرني رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله-إلا بالخير» .و قوله (ع) : «إن رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله- أتاه رجل، فقال: يا رسول اللََّه!علمني عظة أتعظ بها، فقال له: انطلق و لا تغضب، ثم عاد عليه، فقال له: انطلق و لا تغضب... ثلاث مرات»و قوله (ع) : «من كف غضبه ستر اللََّه عورته» ... إلى غير ذلك من الأخبار.
(الرابع) ان يتذكر فوائد ضد الغصب، أعني الحلم و كظم الغيظ،
و ما ورد من المدح عليهما في الأخبار-كما يأتي-و يواظب على مباشرته و لو بالتكلف، فيتحلم و إن كان في الباطن غضبانا، و إذا فعل ذلك مدة صار عادة مألوفة هنيئة على النفس، فتنقطع عنها أصول الغضب.
(الخامس)
أن يقدم الفكر و الرواية على كل فعل أو قول يصدر عنه، ـ