responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 323

و لا يصدر في ما لا ينبغي، بحيث يخرج عن سياسة الشرع و العقل، بل يكون تابعا لهما في الغضب و عدمه، فيكون غضبه و انتقامه بأمرهما. و لا ريب في أن الاعتدال ليس مذموما، و لا معدودا من الغضب، بل هو من الشجاعة.

و التفريط مذموم معدود من الجبن و المهانة، و ربما كان أخبث من الغضب، إذ الفاقد لهذه القوة لا حمية له، و هو ناقص جدا. و من آثاره عدم الغيرة على الحرم و صغر النفس. و الجور، و تحمل الذل من الأخساء، و المداهنة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الفحشاء. و لذا قيل: «من استغضب فلم يغضب فهو حمار» [1] . و قد وصف اللََّه خيار الصحابة بالحمية و الشدة، فقال:

أَشِدََّاءُ عَلَى اَلْكُفََّارِ [2] .

و خاطب نبيه-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-بقوله:

وَ اُغْلُظْ عَلَيْهِمْ [3]

و الشدة و الغلظة من آثار قوة الغضب، ففقد هذه القوة بالكلية أو ضعفها مذموم. و قد ظهر أن الغضب المعدود من الرذائل هو حد الإفراط الذي يخرجه عن مقتضى العقل و الدين، و حد التفريط و إن كان رذيلة إلا أنه ليس غضبا، بل هو ضد له معدود من الجبن، و حد الاعتدال فضيلة و ضد له و معدود من الشجاعة، فانحصر الغضب بالأول.

ثم الناس كما هم مختلفون في أصل قوة الغضب، كذلك مختلفون في حدوثه و زواله سرعة و بطأ، فيكونان في بعضهم سريعين، و في بعضهم بطيئين و في بعضهم يكون أحدهما سريعا و الآخر بطيئا، و في بعضهم يكون كلاهما


[1] هذه الكلمة منسوبة للشافعي-على ما في إحياء العلوم: ج 3 ص 145 و 156-

[2] الفتح، الآية: 29.

[3] التوبة، الآية: 73.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست