و قال رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «كيف ترون من يسب أبويه؟فقالوا: هل من أحد يسب أبويه؟فقال: نعم!يسب أبوي غيره فيسبون أبويه» .
ثم طريق المعالجة في إزالته-بعد تذكر ما تقدم من فساده و ما يأتي من فضيلة ضده-أنه إذا خطر لك خاطر سوء على مسلم، لا تتبعه، و لا تحققه و لا تغير قلبك عما كان عليه بالنسبة إليه، من المراعاة و التفقد و الإكرام و الاعتماد بسببه، بل ينبغي أن تزيد في مراعاته و إعظامه و تدعو له بالخير، فإن ذلك يقنط الشيطان و يدفعه عنك، فلا يلقى إليك خاطر السوء خوفا من اشتغالك بالدعاء و زيادة الإكرام. و مهما عرفت عثرة من مسلم فانصحه في السر و لا تبادر إلى اغتيابه، و إذا وعظته فلا تعظه و أنت مسرور باطلاعك على عيبه، لتنظر إليه بعين الحقارة، مع أنه ينظر إليك بعين التعظيم، بل ينبغي أن يكون قصدك استخلاصه من الإثم، و تكون محزونا كما تحزن على نفسك إذا دخل عليك نقصان، و ينبغي أن يكون تركه ذلك العيب من غير نصيحتك أحب إليك من تركه بنصيحتك، و إذا فعلت ذلك جمعت بين أجر نصيحته و أجر الحزن بمصيبته و أجر الإعانة على آخرته.
وصل حسن الظن
قد عرفت أن ضد سوء الظن بالخالق و المخلوق هو (حسن الظن بهما) و لما كان الأول من لوازم ضعف النفس و صغرها، فالثاني من نتائج قوتها و ثباتها، و فوائده أكثر من أن تحصى، و قد تقدمت الظواهر الواردة في مدحه، فينبغي لكل مؤمن ألا ييأس من روح اللََّه، و لا يظن أنه لا يرحمه