و الأفعال، حتى يصير بالتدريج ملكة، و تكلف الطمأنينة في الأفعال و الحركات قبل أن تصير ملكة يختص باسم الوقار، و إذا صارت ملكة سميت سكينة، إذ هي طمأنينة الباطن، و الوقار اطمئنان الظاهر.
و منها:
سوء الظن بالخالق و المخلوق
و هو من نتائج الجبن و ضعف النفس، إذ كل جبان ضعيف النفس تذعن نفسه لكل فكر فاسد يدخل في وهمه و يتبعه، و قد يترتب عليه الخوف و الغم و هو من المهلكات العظيمة، و قد قال اللّه سبحانه:
يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ اَلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ اَلظَّنِّ إِثْمٌ[1] . و قال تعالى: وَ ذََلِكُمْ ظَنُّكُمُ اَلَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ[2] . و قال: وَ ظَنَنْتُمْ ظَنَّ اَلسَّوْءِ وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً[3] .
و قال أمير المؤمنين 7: «ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، و لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا» . و لا ريب في أن من حكم بظنه على غيره بالشر، بعثه الشيطان على أن يغتابه أو يتوانى في تعظيمه و إكرامه، أو يقصر فيما يلزمه من القيام بحقوقه، أو ينظر إليه بعين الاحتقار و يرى نفسه خيرا منه و كل ذلك من