responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 308

يتثأب بحضرة غيره، و لا يستدبر غيره، و لا يضع رجلا على رجل و لا يضرب كفه تحت ذقنه، لأنه دليل الكسل. و يعلم كيفية الجلوس و الحركة و السكون. و يمنع من النوم في النهار، و من التنعم في المفرش و الملبس و المطعم بل يعود الخشونة فيها حتى تنصلب أعضاؤه، و لا يستخف بدنه، و يذكر له أنها خلقت لدفع الضرر و الألم لا لأجل اللذة، و أن الأطعمة أدوية يتقوى الإنسان بها على عبادة اللّه، و أن الدنيا كلها لا أصل لها و لا بقاء لها، و أن الموت يقطع نعيمها، و أنها دار ممر لا دار مقر. و أن الآخرة هي دار القرار و محل الراحة و اللذات، و الكيس العاقل من تزود من الدنيا للآخرة. و ينبغي أن يمنع من كثرة الكلام، و من الكذب، و اليمين و لو كان صدقا، و من اللهو و اللعب و السخرية و كثرة المزاح، و من أن يبتدئ بالكلام، و يعود ألا يتكلم إلا جوابا و بقدر السؤال، و أن يحسن الاستماع مهما تكلم غيره ممن هو أكبر سنا منه، و أن يقوم لمن هو أكبر منه، و يوسع له المكان و يجلس بين يديه.

فإذا تأدب الصبي بهذه الآداب في صغره صارت له بعد بلوغه ملكات راسخة، فيكون خيرا صالحا. و إن نشأ على خلاف ذلك، حتى ألف اللعب، و الفحش، و الوقاحة، و الخرق، و شرة الطعام. و اللباس، و التزين و التفاخر بلغ و هو خبيث النفس كثيف الجوهر، و كان وبالا لوالديه، و صدر منه ما يوجب الفضيحة و العار. فيجب على كل والد ألا يتسامح في تأديب ولده في حالة الصبا، لأنه أمانة اللّه عنده، و قلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة عن كل نقش و صورة، و قابل للخير و الشر، و أبواه يميلان به إلى أحدهما، فإن عود الخير نشأ عليه و سعد في الدنيا و الآخرة، و شاركه في ثوابه أبواه و كل معلم و مؤدب، و إن عود الشر و أهمل شقى و هلك، و كان الوزر في رقبة أبيه

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست