responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 303

و بالجملة: من اطلع على أحوال نساء أمثال عصرنا يعلم أن مقتضى الغيرة أن يبالغ في حفظهن عن جميع ما يحتمل أن يؤدي إلى فتنة و فساد، سواء كان في نفسه محرما كالنظر إلى الرجال الأجانب و استماع كلامهم بلا ضرورة شرعية و ارتكاب الملاهي المحرمة، أولا، كالخروج عن البيت بلا داع شرعي أو ضروري، و لو إلى المساجد و المشاهد المشرفة و مجامع تعزية مولانا أبي عبد اللّه الحسين (ع) ، إذ ذلك و إن كان في نفسه راجحا إلا أن الغالب عدم انفكاكه عما ينافي الغيرة و الحمية على ما هو المشاهد في عصرنا، فإن أقل ما في الباب أنه لا ينفك عن نظرهن إلى الأجانب و استماع كلامهم، بل عن نظرهم إليهن و استماع كلامهن، و هذا خروج للطرفين إلى الانحراف عن قانون العفة مع أنا نعلم قطعا أن خروج أكثرهن لا يخلو عن غرض فاسد أو مرجوح، و ما أقل فيهن أن يكون خروجها إلى أحد المواضع المذكورة لمحض القربة و الثواب. فالصواب أن يمنعن في أمثال هذا العصر عن مطلق الخروج، إلا إلى سفر واجب كالحج، أو إلى بيت عالم عادل لأخذ ما يجب عليهن من المسائل، إذا لم يتمكن أزواجهن من أخذها و إيصالها إليهن. نعم، لو فرض خروجها إلى أحد المشاهد أو إلى مجمع تعزية من مجامع النساء بل إلى مجمع العرس على نحو اطمأن الزوج منها و تيقن عدم حدوث ما ينافي الغيرة و عدم ترتب فساد و معصية و ريبة عليه، فالظاهر جواز الإذن بل رجحانه. و جميع ذلك إنما هو في الشواب من النساء، و أما العجائز فلا بأس بخروجهن إلى المواضع المذكورة!و مقتضى الغيرة أن يمنعن من استماع الكلمات الملهية و الحكايات المهيجة للشهوة، و عن مجالسة العجائز اللاتي يحضرن مجامع الرجال و ينقلن حكاياتهم و قصصهم لأنهن ناقصات العقل و الإيمان، و مع ذلك شهوتهن في غاية القوة و الغلبة، فاستماعهن لشي‌ء من المذكورات يوجب ثوران الشهوة

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست