responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 258

فالخائف من تبعات الناس يجتهد في براءة ذمته عنها، و من استيلاء العادة يواظب على فطام نفسه عنها. و من اطلاع اللّه على سريرته يشتغل بتطهير قلبه عن الوساوس. و هكذا في بقية الأقسام.

و أغلب هذه المخاوف على المتقين خوف سوء الخاتمة، و هو الذي قطع قلوب العارفين، إذ الأمر فيه مخطر-كما يأتي-و أعلى الأقسام و أدلها على كمال المعرفة خوف السابقة، لأن الخاتمة فرع السابقة، و يترتب عليها بعد تخلل أسباب كثيرة، و لذا قال العارف الأنصاري: «الناس يخافون من اليوم الآخر و أنا أخاف من اليوم الأول» . فالخاتمة تظهر ما سبق به القضاء في أم الكتاب، و إليه أشار النبي-6-في المنبر، حيث رفع يده اليمنى قابضا على كفه، ثم قال: «أ تدرون أيها الناس ما في كفي؟» ، قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال: «أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة» . ثم رفع يده اليسرى و قال: «أيها الناس!أ تدرون ما في كفي؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم، فقال: أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة» . ثم قال: «حكم اللّه و عدل، حكم اللّه» :

فَرِيقٌ فِي اَلْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي اَلسَّعِيرِ [1] .

و قال-6-: «يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء حتى يقول الناس: ما أشبهه بهم بل هو منهم، ثم تتداركه السعادة. و قد يسلك بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس: ما أشبهه بهم، بل هو منهم، ثم يتداركه الشقاء. إن من كتبه اللّه سعيدا و إن لم يبق من الدنيا إلا فواق ناقة ختم له بالسعادة» [2] ،


[1] الشورى، الآية: 7.

[2] هذا الحديث مروي في أصول الكافي في (باب السعادة و الشقاوة) عن أبي عبد الله الصادق-7-

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست