responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 257

المقيم، أو من نقصان درجاته في العليين و عدم مجاورته المقربين، أو من اللّه سبحانه بأن يخاف جلاله و عظمته و البعد و الحجاب منه و يرجو القرب منه، و هذا أعلاها رتبة، و هو خوف أرباب القلوب العارفين من صفاته ما يقتضي الهيبة و الخوف، و العالمين بلذة الوصال و ألم البعد و الفراق و المطلعين على سر قوله:

وَ يُحَذِّرُكُمُ اَللََّهُ نَفْسَهُ [1] ، و قوله: اِتَّقُوا اَللََّهَ حَقَّ تُقََاتِهِ [2] .

و قيل: ذلك خوف العابدين و الزاهدين و كافة العاملين.

و أما الذين غلب على قلوبهم خوف المكروه لغيره، فإما يكون خوفهم من الموت قبل التوبة، أو نقضها قبل انقضاء المدة، أو من ضعف القوة عن الوفاء بتمام حقوق اللّه، أو تخليته مع حسناته التي اتكل عليها و تعزز بها في عباد اللّه، أو من الميل عن الاستقامة، أو إلى اتباع الشهوات المألوفة استيلاء للعادة، أو تبديل رقة القلب إلى القساوة، أو تبعات الناس عنده من الغش و العداوة، أو من الاشتغال عن اللّه بغيره، أو حدوث ما يحدث في بقية عمره، أو من البطر و الاستدراج بتواتر النعم، أو انكشاف غوائل طاعته حتى يبدو له من اللّه ما لم يعلم، أو من الاغترار بالدنيا و زخارفها الفانية، أو تعجيل العقوبة بالدنيا و افتضاحه بالعلانية، أو من اطلاع اللّه على سريرته و هو عنه غافل، و توجهه إلى غيره و هو إليه ناظر، أو من الختم له عند الموت بسوء الخاتمة، أو مما سبق له في الأزل من السابقة. و هذه كلها مخاوف العارفين.

و لكل واحد منها خصوص فائدة، هو الحذر عما يفضى إلى الخوف،


[1] آل عمران، الآية: 28.

[2] آل عمران، الآية: 152.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست