للنوع الأول أقسام يقبحها العقل بأسرها و لا يجوزها، فلا ينبغي للعاقل أن يتطرقها إلى نفسه. بيان ذلك: أن باعث هذا الخوف يتصور على أقسام
(الأول) أن يكون أمرا ضروريا لازم الوقوع،
و لم يكن دفعه في مقدرة البشر. و لا ريب في أن الخوف من مثله خطأ محض، و لا يترتب عليه فائدة سوى تعجيل عقوبة بصده عن تدبير مصالحه الدنيوية و الدينية. و العاقل لا يتطرق على نفسه مثل ذلك، بل يسلي نفسه و يرضيها بما هو كائن إدراكا لراحة العاجل و سعادة الآجل.
(الثاني) أن يكون أمرا ممكنا لم يجزم بشيء من طرفيه،
و لم يكن لهذا الشخص مدخلية في وقوعه و لا وقوعه. و لا ريب في أن الجزم بوقوع مثله و التألم لأجله خلاف مقتضى العقل، بل اللازم إبقاؤه على إمكانه من دون جزم بحصوله، فـ: