responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 246

فصل الخوف المذموم و أقسامه‌

للنوع الأول أقسام يقبحها العقل بأسرها و لا يجوزها، فلا ينبغي للعاقل أن يتطرقها إلى نفسه. بيان ذلك: أن باعث هذا الخوف يتصور على أقسام

(الأول) أن يكون أمرا ضروريا لازم الوقوع،

و لم يكن دفعه في مقدرة البشر. و لا ريب في أن الخوف من مثله خطأ محض، و لا يترتب عليه فائدة سوى تعجيل عقوبة بصده عن تدبير مصالحه الدنيوية و الدينية. و العاقل لا يتطرق على نفسه مثل ذلك، بل يسلي نفسه و يرضيها بما هو كائن إدراكا لراحة العاجل و سعادة الآجل.

(الثاني) أن يكون أمرا ممكنا لم يجزم بشي‌ء من طرفيه،

و لم يكن لهذا الشخص مدخلية في وقوعه و لا وقوعه. و لا ريب في أن الجزم بوقوع مثله و التألم لأجله خلاف مقتضى العقل، بل اللازم إبقاؤه على إمكانه من دون جزم بحصوله، فـ:

لَعَلَّ اَللََّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذََلِكَ أَمْراً [1]

و هذا القسم مع مشاركته للأول في استلزامه تعجيل العقوبة بلا سبب، لعدم مدخليته لاختياره فيه، يمتاز عنه بعدم الجزم بوقوعه، فهو بعدم الخوف أولى منه.

(الثالث) أن يكون أمرا ممكنا فاعله هذا الشخص،

و هو ناشي‌ء عن سوء اختياره، فعلاجه ألا يرتكبه و لا يقدم على فعل يخاف من سوء عاقبته.

فإنه إما فعل غير قبيح من شأنه التأدي إلى ما يضره، و لا ريب في أن


[1] الطلاق، الآية: 1.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست