responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 231

كان لك قلب و ألقيت السمع و أنت شهيد، لعلمت أن جميع ذرات الكائنات شواهد ظاهرة و آيات متظافرة على عظمة ربك الأعلى، و ما من ذرة إلا و هي بلسان حالها ناطقة و عن جلالة بارئها مفصحة، قائلة لأصحاب الشهود بحركاتها و سكناتها، و منادية لأرباب القلوب بنغماتها: أ و ما تنظرون إلى خلقي و تكويني و تصويري و تركيبي و اختلاف صفاتي و حالاتي و تحولي في أطواري و تقلباتي؟أ و لا تشاهدون كثرة فوائدي و منافعي و غرائب حكمي و مصالحي؟أ تظنون أني تكونت بنفسي أو خلقنى أحد من جنسي؟أو تستحيون تنظرون في كلمة مرقومة من ثلاثة أحرف، فتجزمون أنها صنعة آدمي مريد عالم و متكلم قادر، ثم تنظرون إلى عجائب الخطوط الإلهية المرقومة على صفحات وجهي و العجائب الربانية المودعة في باطني و ظاهري، و مع ذلك عن عظمة ربي غافلون و عن علمه و حكمته ذاهلون؟!

تتميم‌

قد دريت إجمالا أن التفكر النافع محصور بين التفكر في صفات اللّه و عجائب أفعاله، و التفكر في ما يقرب العبد إلى اللّه ليفعله و فيما يبعده عنه ليتركه. و غير ذلك من الأفكار ليس نافعا و لا متعلقا بالدين. مثال ذلك أن حال السائر إلى اللّه الطالب للقائه، كحال العاشق المستهتر، فكما أن تفكره لا يتجاوز عن التفكر في معشوقه و جماله و في صفاته و أفعاله و في أفعال نفسه التي تقربه منه و تحببه إليه ليتصف بها، أو التي تبعده عنه و تسقطه عن عينه ليتنزه عنها، و لو تفكر في غير ذلك كان ناقص العشق، كذلك المحب الخالص للّه ينبغي أن يحصر فكره في اللّه و في صفاته و أفعاله و فيما يقربه منه و يحببه اليه أو يبعده عنه، و لو تفكر في غير ذلك كان كاذبا فيما يدعيه من الشوق و الحب

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست