و قال رسول اللّه-6-: «إنما يحشر الناس على نياتهم» . و قال-6-: «إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل و المقتول في النار» ، قيل: يا رسول اللّه هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: «لأنه أراد قتل صاحبه» .و قال-6: «لكل امرئ ما نوى» و الآثار الواردة في ترتب العقاب على الهم بالمعصية كثيرة، و إطلاقها محمول على غير صورة الترك خوفا من اللّه، لما يأتي من أنه في هذه الصورة تكتب بها حسنة، و كيف لا يؤاخذ على أعمال القلوب مع أن المؤاخذة على الملكات الردية من الكبر و العجب و الرياء و النفاق و الحسد و غيرها قطعى الثبوت من الشرع، مع كونها أفعالا قلبية، و قد ثبت في الشريعة أن من وطأ امرأة ظانا أنها أجنبية كان عاصيا و إن كانت زوجته.
و أما على أنه يكتب حسنة على الترك بعد الهم خوفا من اللّه، فما روي عن النبي-6-أنه قال: «قالت الملائكة: رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة و هو أبصر، فقال: راقبوه فإن عملها فاكتبوها عليه بمثلها، و إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها لأجلي» .و ما روي عن الإمام محمد بن علي الباقر-8-: «ان اللّه تعالى جعل لآدم في ذريته من هم بحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة، و من هم بحسنة و عملها كتبت له عشرا، و من هم بسيئة و لم يعملها لم تكتب عليه سيئة، و من هم بها و عملها كتبت عليه سيئة» ،و قوله: «لم يكتب عليه» محمول على صورة عدم