و مثل هذه النفس أحسن النفوس و أشرفها، و تقابلها النفس المنكوسة المملوة من الخبائث الملوثة بأنواع الذمائم و الرذائل، و هي التي انفتحت فيها أبواب الشيطان و انسدت منها أبواب الملائكة، و يتصاعد منها دخان مظلم إليها، فتملا جوانبها و يطفئ نور اليقين و يضعف سلطان الإيمان، حتى تخمد أنواره بالكلية، و لا يخطر فيها خاطر خير أبدا، و تكون دائما محل الوساوس الشيطانية، و مثلها لا يرجع إلى الخير أبدا، و علامتها عدم تأثرها من النصائح و المواعظ، و لو أسمعت الحق عميت عن الفهم و صمت عن السمع، و إلى مثلها أشير بقوله سبحانه: