responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 178

و الحق أن كل ما قيل فيها لا يخلو عن قصور و نقصان، و الأولى فيها السكوت و التأدب بآداب الشرع‌ [1] .

و منها:

الخواطر النفسانية و الوساوس الشيطانية

اعلم أن الخاطر ما يعرض في القلب من الأفكار فإن كان مذموما داعيا إلى الشر سمي (وسوسة) ، و إن كان محمودا داعيا إلى الخير سمي (إلهاما) .

و توضيح ذلك: أن مثل القلب بالنسبة إلى ما يرد عليه من الخواطر مثل هدف تتوارد عليه السهام من الجوانب، أو حوض تنصب إليه مياه مختلفة من الجداول، أو قبة ذات أبواب يدخل منها أشخاص متخالفة، أو مرآة منصوبة تجتاز إليها صور متباينة. فكما أن هذه الأمور لا تنفك عن تلك السوانح، فكذا القلب لا ينفك عن واردات الخواطر. فلا تزال هذه اللطيفة الإلهية مضمارا لتطاردها و معركة لجولانها و تزاحمها، إلى أن يقطع ربطها عن البدن و لذاته، و يتخلص عن لدغ عقارب الطبع و حياته.

ثم لما كان الخاطر أمرا حادثا فلا بد له من سبب، فإن كان سببه شيطانا فهو الوسوسة، و إن كان ملكا فهو الإلهام. و ما يستعد به القلوب لقبول الوسوسة يسمى إغواءا و خذلانا، و ما يتهيأ به لقبول الإلهام يسمى لطفا و توفيقا. و إلى ذلك‌ أشار سيد الرسل-6-بقوله: «في القلب

____________

(1) هذا اعتراف بالعجز و هروب من حل هذه المعضلة التأريخية في سر الخلق، و الحل الذي لم يسبق إليه البشر حتى عند فلاسفتهم الأقدمين و المتأخرين ما قاله إمامنا الصادق (ع) : «لا جبر و لا تفويض، و لكن أمر بين أمرين» فإن الفاعل الذي منه الوجود هو اللّه تعالى وحده لا شريك له في خلقه، و الفاعل الذي به الوجود هو العبد المختار في فعله.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست