responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 138

لا يتيسران بدونه، و أي شي‌ء أفضل مما هو ذريعة إليهما. و أيضا قد ثبت في الحكمة المتعالية: أن العلم و التجرد متلازمان، فكلما تزداد النفس علما تزداد تجردا، و لا ريب في أن التجرد أشرف الكمالات المتصورة للإنسان، إذ به يحصل التشبه بالملإ الأعلى و أهل القرب من اللّه تعالى.

و من جملة العلوم معرفة اللّه التي هي السبب الكلى لإيجاد العالم العلوي و السفلى، كما دل عليه الخبر القدسي: «كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق» . على أن العلم لذيذ في نفسه محبوب في ذاته، و ما يحصل منه من اللذة و الابتهاج قلما يحصل من غيره. و أسر فيه أن إدراك الأشياء و الإحاطة بها نوع تملك و تصرف لها، إذ تتقرر في ذات المدرك حقائقها و صورها، و مثل هذا التملك لدوامه و جزئية المدرك للمدرك أقوى من ملكية الأعيان المبائنة لذات المالك الزائلة عنه. و التحقيق: أن إطلاق الملكية عليه مجازي، و النفس لكونها من سنخ عالم الربوبية تحت القهر و الاستيلاء على الأشياء و المالكية لها بأي نحو كان، إذ معنى الربوبية التوحيد بالكمال و الاقتدار و الغلبة على الأشياء.

ثم من فوائد العلم في الدنيا العز و الاعتبار عند الأخيار و الأشرار، و نفوذ الحكم على الملوك و أرباب الاقتدار، فإن طباع الأنام من الخاص و العام مجبولة على تعظيم أهل العلم و توقيرهم و وجوب إطاعتهم و احترامهم، بل جميع الحيوانات من البهائم و السباع مطيعة للإنسان مسخرة له، لاختصاصه بقوة الإدراك و مزيد التمييز. و لو تصفحت آحاد الناس لم تجد أحدا له تفوق و زيادة على غيره في جاه أو مال أو غير ذلك إلا و هو راجع إلى اختصاصه بمزيد تمييز و إدراك، و لو كان من باب المكر و الحيل.

هذا و ما يدل على شرافة العلم من الآيات و الأخبار أكثر من أن تحصى‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست