responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 12

يشتري منه بعض الحاجيات كسائر الطلاب، فرأى أن يكسبه تقربا إلى اللّه فهيأ له ملبوسا يليق بشأنه، و قدمه له عند ما اجتاز عليه، فقبله بإلحاح.

و لكن هذا الطالب الأبي في اليوم الثاني رجع إلى رفيقه الكاسب و ارجع له هذا الملبوس قائلا: إني لما لبسته لاحظت على نفسي ضعة لا أطيقها، لا سيما حينما اجتاز عليك، فلم أحد نفسي تتحمل هذا الشعور المؤلم، و ألقاه عليه و مضى معتزا بكرامته.

(الحادثة الثالثة) -فيما ينقل عنه أيضا-و هي أهم من الأولى و الثانية-أنه كان لا يفض الكتب الواردة إليه، بل يطرحها تحت فراشه مختومة، لئلا يقرأ فيها ما يشغل باله عن طلب العلم. و الصبر على هذا الأمر يتطلب قوة إرادة عظيمة ليست اعتيادية لسائر البشر. و يتفق أن يقتل والده (أبو ذر) المقيم في نراق وطنه الأصلي، و هو يومئذ في أصفهان، يحضر على أستاذه الجليل المولى إسماعيل الخاجوئي، فكتبوا إليه من هناك بالنبإ ليحضر إلى نراق، لتصفية التركة و قسمة المواريث و شئون أخرى، و لكنه على عادته لم يفض هذا الكتاب، و لم يعلم بكل ما جرى. و لما طالت المدة على من في نراق، كتبوا له مرة أخرى، و لكن لم يجبهم أيضا. و لما يئسوا منه كتبوا بالواقعة إلى أستاذه المذكور ليخبره بالنبإ و يحمله على المجي‌ء. و الأستاذ في دوره-على عادة الناس-خشي أن يفاجئه بالنبإ، و عند ما حضر مجلس درسه أظهر له-تمهيدا لإخباره-الحزن و الكآبة، ثم ذكر له: أن والده مجروح، و رجح له الذهاب إلى بلاده و لكن هذا الولد الصلب القوى الشكيمة لم تلن قناته، و لم يزد أن دعا بالعافية، طالبا من أستاذه أن يعفيه من الذهاب. و عندئذ اضطر الأستاذ إلى أن يصرح له بالواقع، و لكن الولد أيضا لم يعبأ بالأمر، و أصر على البقاء لتحصيل العلم. إلا أن الأستاذ هذه المرة لم يجد بدا من أن يفرض

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست