responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 161

والوجه الآخَر أنّه يرى آثار العمد والتدبّر والحكمة والتقدير الدالّة على الصانع القدير فاشية في الآفاق والأنفس، كما نبّه عليه في قوله تعالى: «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ» [1]، وكفى ما في قوله جلّ ثناؤه: «وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ» [2] من التقريع والتوبيخ على الذين غفلوا بل تغافلوا، فتلك الآثار أوجبت علماً ضروريّاً- وإن كان على ضرب من الاستدلال، كما هو الشأن في النتائج الفطريّة التي قياساتها معها- فلا يستطيع أحداً ادّعاء الشكّ إلّاعلى وجه الإلحاد والعنود، وستسمع تمام الكلام في هذا الباب في كتاب التوحيد في شرح حديث: «اعرفوا اللَّه باللَّه». [3]

هذا؛ وإلى التذلّل التسخيري والعلم الضروري أشار أمير المؤمنين 7 في نهج البلاغة حيث قال: «لم يُطْلِع العقولَ على تحديد صفته، ولم يَحْجُبْها عن واجب معرفته، فهو الذي تَشهَدُ له أعلامُ الوجود على إقرار قلب ذي الجُحود». [4]

وقال اللَّه تبارك وتعالى‌: «جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ» [5]، وحديث توجّه القلب إلى اللَّه تعالى عند كسر السفينة وانقطاع الرّجاء عن الخلق بالكلّيّة من شواهد هذا الباب.

فظهر أنّ كلّ من استشمّ رائحة العقل عالم بأنّ في الوجود من بيده زمام أمره علماً اضطراريّاً، ومتذلّل له تذلّلًا طبيعيّاً تسخيريّاً، وإن غفل عن ذلك أحياناً ولم يشعر بعلمه وتذلّله، فإنّما هو بسبب التوغّل في الملاهي، وبلوغ نشأة الغفلة حدَّ التناهي.


[1]. فصّلت (41): 53.

[2]. الذاريات (51): 21.

[3]. الكافي، ج 1، ص 85، باب أنّه لايعرف إلّا به، ح 1.

[4]. نهج البلاغة، ص 87، الخطبة 49.

[5]. النمل (27): 14.

نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست