responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 160

حديث الإمام الصادق 7 حيث قال: «وجود الأفاعيل دَلَّ على أنّ صانعها صنعها». [1]

وقال أمير المؤمنين 7 في خطبة من خطب نهج البلاغة: «وهل يكونُ بناءٌ من غير بانٍ، أو جنايةٌ من غير جانٍ» الحديث. [2]

فيتذلّل لمورد تلك الأحوال تذلّلًا طبيعيّاً تسخيريّاً، وإن تجبّر وتعظّم فإنّما ذلك تكلّف منه لمصلحة الوقت والقلب خاضع ذليل، اللّهمّ إلّاأن تأخذه نشأةُ الغفلة، وتغشاه سكرةُ التَرَف، على أنّه مهما اتّفق ذلك لم يمتدّ بمقتضى الحكمة أكثرَ من زمان يسير، حتّى أفاق وتنبّه بتذلّله التسخيري لربّه المليك القادر القاهر، ولو لم يكن منبّه إلّا الاضطرار إلى الخلأ واستشمام الرائحة الخبيثة المنتنة لكفى.

وإلى هذا الوجه من العلم وقعت الإشارة فيما حكى ابن أبي العوجاء لصاحبه ابن المقفّع حيث قال: فقلت له- يعني الصادق 7-: ما مَنَعَهُ إن كان الأمر كما تقولون أن يَظهَر لخَلْقه، ويَدعُوَهم إلى عبادته حتّى لا يختلف منهم اثنان؟ ولِمَ احتجبَ عنهم وأرسلَ إليهم الرُّسل؟ ولو باشَرَهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به؟ فقال لي: «ويلك، وكيف احتجب عنك من أراك قدرتَه في نفسك: نشوءَك ولم تكن، وكِبَرَك بعد صِغَرِك، وقوّتَك بعد ضَعْفِك، وضعفَك بعد قوّتك، وسُقمَك بعد صحّتك، وصحَّتَك بعد سقمك، ورضاك بعد غضبك، وغضبَك بعد رضاك، وحُزنَك بعد فَرَحِك وفَرَحَك بعد حُزنِك، وحُبَّك بعد غضبك وبغضَك بعد حبّك، وعزمَك بعد أناتك، وأناتَك بعد عزمك، وشهوتَك بعد كراهتَك، وكراهتَك بعد شهوتك، ورغبتك بعد رهبتك، ورهبتَك بعد رغبتك، ورجاءك بعد يأسك، ويأسك بعد رجائك، وخاطِرَك بما لم يكن في وَهْمك، وعُزوب ما أنت مُعتَقِدُه عن ذهنك» ومازال يُعدِّدُ عليَّ قدرتَه التي هي في نفسي لا أدفعها حتّى‌ ظننتُ أنّه سيظهر فيما بيني وبينه. [3]


[1]. الكافي، ج 1، ص 8، باب حدوث العالم و إثبات المحدث، ح 5؛ التوحيد، ص 243، ح 1، وفيهما «صانعاً» بدل «صانعهما»؛ الاحتجاج، ج 2، ص 331.

[2]. نهج البلاغة، ص 271، الخطبة 185.

[3]. الكافي، ج 1، ص 74، باب حدوث العالم وإثبات المحدث، ح 2؛ التوحيد، ص 125، ح 4.

نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست