بالصرف. وفي كثير من الأحاديث أنّ تأثير السحر موقوف على إذنه تعالى، وكان السرّ في ذلك أنّه تعالى قال: لايمكن [1] شيء من طاعة أو معصية أو غيرهما- كالأفعال الطبيعيّة- إلّابإذن جديد منّي، فيتوقّف حينئذٍ كلّ حادث على الإذن توقّفَ المعلول على شرطه، لا توقّفه على سببه، واللَّه أعلم. «بخطه». [2]
ويفهم من كثير منها أنّ التخلية في المعاصي إنّما تكون في آنِ المعصية لا قبلها.
«بخطه».
قوله: (إنّ اللَّه يهدي ويضلّ) [ح 4/ 429] يجيء في باب ثبوت الإيمان أنّ اللَّه خلق الناس كلّهم على الفطرة التي فطرهم عليها، لايعرفون إيماناً بشريعة ولاكفراً بجحود، ثمّ بعث اللَّه الرسل يدعون [3] العباد إلى الإيمان به، فمنهم من هدى اللَّه، ومنهم من لم يهده اللَّه.
وأقول: هذا إشارة إلى الحالة الّتي سمّتها الحكماء العقل الهيولانيّ.
وأقول: معنى الضالّ هو الّذي انحرف عن صوب الصواب، ولمّا لم يكن قبل إرسال الرسل وإنزال الكتب صوب صواب امتنع حينئذٍ الانحراف عنه، ولمّا حصل أمكن. فيكون اللَّه تعالى سبباً بعيداً في ضلالة الضالّ، وهذا هو المراد من قوله 7: «يضلّ». «ا م ن». [4]
باب الهداية أنّها من اللَّه
قوله: (كفّوا عن الناس) إلخ [ح 1/ 430] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في باب الاعتقادات غير واجب في زمن التقيّة أو مطلقاً إلّاعلى صاحب الدعوة. «عنوان».
قوله: (وكّل به شيطاناً يضلّه) [ح 2/ 431] أقول: للإضلال المنسوب إليه تعالى وجهان: أحدهما قد مرّ بيانه، وثانيهما من باب الغضب الدنيويّ بالنسبة إلى من استحبّ العمى على الهدى بعد أن عرّفه اللَّه النجدين. «ا م ن».