ثمّ إنّ في بعض روايات الحديث- كرواية أنس، في سنن ابن ماجة- تذييله بجملة: فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم.
و هذا إطلاقه مخالف للكتاب: وَ ما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً[1] و جملة: «وَ أَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ- لا يَعْقِلُونَ*- لا يَعْلَمُونَ*- يَجْهَلُونَ- لا يَشْكُرُونَ»* الموجودة في عشرات الآيات [2].
و مخالف للسنّة القطعية: «ستفترق أمّتي على ثلاث و سبعين فرقة، فرقة منها ناجية، و الباقون هالكون» [3].
و مخالف للعقل: إذ كون شيء حقّا لا ربط له بكثرة المقتنعين به، و قلّتهم، بملاحظة أنّ الدعاية قد تكثر الاتّباع حتّى للباطل.
و مخالف للواقع الخارجي: فأكثر أهل العالم اليوم غير مسلمين، و أكثر المسلمين غير عدول، و هكذا ...
و لعلّ هذا الذيل ممّا أضيف إلى الحديث لتقوية حكومة الباطل- إن كان أصل الحديث صادرا عن النبي 6- كما ذيّلوا حديث: «نحن معاشر الأنبياء لا نورّث دينارا و لا درهما ...» [4] بقولهم: و ما تركناه فهو صدقة [5] و بقولهم: و ما